¤منيرة محمد ناصر الدوسري£بدون¥دار ابن الجوزي - الدمام¨الأولى¢1426هـ€تفسير¶قرآن - فضائله وخصائصه وآداب أهله
الخاتمة
الحمد لله الذي بفضله وعونه انتهيت من كتابة هذا البحث, أهم ما توصلت إليه من نتائج ألخصه فيما يلي:
أولاً: أثبت أن أسماء القرآن الشائعة والمشهورة هي (القرآن، الفرقان، الكتاب، التنزيل، الذكر) وأن بعض العلماء قد بالغوا في ذكر أسماء القرآن، وعدِّ ما ليس اسمًا اسمًا له، واعتمدوا على إطلاقات واردة في كثير من الآيات والسور، ولا ريب أنهم خلطوا بين التسمية والوصف، وقد ميزت الأوصاف التي يدل عليها لفظ القرآن دلالة صريحة عن غيره.
ثانيًا: أنه يجوز أن يقال: سورة البقرة، أو سورة آل عمران ونحو ذلك ,إلى هذا ذهب جمهور العلماء واستدلوا بأحاديث وردت في فضائل بعض السور أضاف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظ (سورة) إلى اسم السورة.
ثالثًا: بينت أن أسماء السور لم تكتب في المصاحف القديمة بل كانت خالية من الشكل والنقط، ومن الفواتح والخواتم ومن التجزئة، ومع مرور الوقت ودخول العجم في الإسلام، اضطر المسلمون في عصر التابعين إلى إعجام المصحف وشكله وتجزئته للمحافظة على أداء القرآن كما رسمه المصحف.
رابعًا: تبين من هذه الدراسة أن أسماء سور القرآن التي عنونت في المصاحف هي توقيفية من النبي صلى الله عليه وسلم حيث تواترت عنه تسميتها حتى دونت في المصاحف.
خامسًا: أوضحت أن لبعض سور القرآن أسماء توقيفية اجتهادية، فبعض هذه الأسماء إن ثبت عنه صلى الله عليه وسلم فيهي توقيفية والتي لم تثبت عنه فهي اجتهادية من تسمية الصحابة أو التابعين أو من استنباط العلماء واجتهادهم.
سادسًا: رجحت أن سورة يونس هي السورة السابعة من سور السبع الطوال، وهو الذي رجحه بعض العلماء، والذي يتمشى مع العدد الإجمالي لسور القرآن وهو مائة وأربع وعشرة سورة.
سابعًا: تبين لي من خلال هذا المبحث كثرة الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي رويت في فضائل سور القرآن، ونسبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان دوري في هذا المبحث دراستها وتوضيحها وتمييز الصحيح من أحاديث الفضائل والضعيف والموضوع.
ثامنًا: ظهر لي أيضًا أن هنالك علاقة بين السورة وبين اسمها وأنله ارتباط وثيق بمضمونها سواء كان اسمها هذا توقيفيًا أم اجتهاديًا، وهذا ما يعرف بوجه التسمية.
تاسعًا: قد تشترك بعض السور في حديث واحد، فيذكر الحديث فضل سور متعددة قد يكون بينها رابط، كأن تكون من المسبحات، أو المفتتحة بآلر، وقد تشترك في صفة واحدة كالزهراوين والمعوذتين وقد لا يكون بينها رابط.
وبعد هذه النتائج التي توصلت إليها .. فإني أرجو أن أكون قد قدمت بهذا البحث علمًا نافعًا، وقد بذلت قصارى جهدي فيه، فإن كنت قد أصبت فذلك من فضل الله تعالى وعظيم توفيقه، وإن كنت قد أخطأت، فذلك مني ومن الشيطان الرجيم، وأسأل الله العظيم أن يجعل عملي هذا خالصًا لوجهه الكريم وأن ينفع به، وأن يرزقني حسن القبول، وأن يهيء لي من أمري رشدًا، إنه سميع قريب مجيب.