محبة الرسول بين الاتباع والابتداع

¤عبدالرؤف محمد عثمان£بدون¥مكتبة الضياء - جدة¨الأولى¢1412هـ€رقائق وزهد وترغيب وترهيب¶محبة الرسول

الخاتمة

بعد معالجتي لهذا الموضوع توصلت إلى النتائج التالية:

• محبة الرسول صلى الله عليه وسلم هي ميل قلب المسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ميلاً يتحقق فيه إيثاره على كل من سواه من البشر.

• أن المحبة أمرٌ زائدٌ على الاتباع، إذ هي بمنزلة الباعث والدافع إلى هذا الاتباع.

• أن المحبة ركنٌ أساسي من أركان الإيمان لا يصح الإيمان بدونه.

• أن التعبير الحقيقي عن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم يتمثل في صدق الاتباع له، والاقتداء به وتعظيمه وتوقيره والقيام بحقوقه ومحبة ما يحبه وبغض ما يبغضه.

• أن بين المحبة والاتباع علاقة مطّردة إذ لا يوجد أحدهما بدون وجود الآخر فمن حقق الاتباع وبذل الوسع في معرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم فقد صدق في المحبة.

• أن بين المحبة والغلو بوناً شاسعاً، فالمحبة أمرٌ شرعي والغلو مذمومٌ ومنهي عنه شرعاً، ولا يمكن اتفاقهما.

• أن من غلا في الرسل صلى الله عليه وسلم فهو متشبه بالنصارى في غلوهم في عيسى عليه السلام.

• أن بداية الغلو في هذه الأمة كانت لدى الشيعة وعنهم انتقل إلى الصوفية.

• كان الحلاج أول صوفي اشتهر عنه الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم منطلقاً من مذهبه في حلول الإله في الإنسان، وهو في هذا يشبه النصارى في غلوهم في عيسى عليه السلام.

• كان مقتل الحلاج تحولاً كبيراً في من أتى بعده من الصوفية عامةً وغلاتهم خاصةً، وتمثل ذلك في:

- استتارهم بمذهبهم، ومحاولة إخفاء حقيقته عن عامة المسلمين.

- اتخاذ الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم ذريعةً إلى نشر العقائد الهدامة في صفوف الأمة بدعوة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم.

• كان ابن عربي من أكبر السائرين على درب الحلاج في محاولة الخروج على الإسلام.

• يعد ابن عربي صاحب مذهب وحدة الوجود في المحيط الصوفي، إذ بذل في سبيل نشره ودعوة الناس إليه كل ما في وسعه.

• أن ابن عربي قد غلا في الرسول صلى الله عليه وسلم ورفعه إلى مرتبة الألوهية بمذهبه في الحقيقة المحمدية المساوية للحقيقة الإلهية.

• إن غلو ابن عربي ومثله الحلاج وغيرهما من غلاة الصوفية لم يكن نتيجة حبٍ للرسول صلى الله عليه وسلم، بل كان زندقةً وإلحاداً وكيداً لهذا الدين.

• كان للغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم أكبر الأثر في إفساد العقيدة والعبادة لدى أكثر الصوفية، وتمثل ذلك في ضلال معتقدهم في الله ورسوله.

• إن الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم محرّم شرعاً لما يفضي بصاحبه إلى الخروج من الدين.

• من اعتقد مقالة غلاة الصوفية كالقول بالحقيقة المحمدية، وأن الرسول مخلوقٌ من نور، وأنه كان موجوداً بحقيقته قبل خلق السموات والأرض، وأن الكون خلق من نوره، أو أنه روح الله المنفوخ في آدم إلى غير ذلك من مقالات الغلاة. من اعتقد بمثل هذا فقد كفر بعد قيام الحجة عليه.

• إن من آثار الغلو ظهور البدع الاعتقادية والعملية.

• إن البدعة أمرٌ مذموم شرعاً بلا استثناء إذ كلها ضلالة.

• إن القول بتقسيم البدعة إلى حسنةٍ وسيئة قولٌ غير مستقيم شرعاً.

• اتخذ كثيرٌ من الصوفية اختلاف العلماء في تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة ذريعة إلى ترويج بدعهم تحت ستار اسم البدعة الحسنة.

• إن الصوفية وبالأخص غلاتهم من أكثر الناس ابتداعاً وخروجاً على السنة.

• استغل كثيرٌ من الصوفية دعوى المحبة في إظهار كثيرٍ من البدع، مثل الحضرات والموالد والتوسل البدعي والشركي وصيغ الصلوات المبتدعة.

• أن للابتداع آثاراً سيئة على المبتدعة، وتمثل ذلك في حرمانهم من الهدى وقضاء أعمارهم في التيه والضلال، ثم ما ينتظرهم من أليم العقاب، إذا لم يتوبوا ويرجعوا إلى حظيرة السنة والجماعة.

• كما كان الغلو سبباً من أسباب الانحراف بالمحبة عن وضعها الشرعي، فإن الجفاء والتقصير في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم يعتبر مرضاً خطيراً يجب معالجته عند بعض المسلمين.

• إن التوسط في أمر المحبة لن يكون إلا بصدق الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً تأدباً بآدابه وتخلقاً بأخلاقه صلى الله عليه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015