تربية الأطفال في رحاب الإسلام في البيت والروضة

¤محمد الناصر وخولة درويش£بدون¥مكتبة السوادي - جدة¨الثانية¢1412هـ€الأسرة المسلمة وتربية الأولاد¶تربية الأولاد

الخاتمة

تعتبر مرحلة الطفولة من أخطر مراحل النمو، وأكبرها أثراً في النفس .. فهي مرحلة البناء الفعلي للشخصية بما أودع الله فيها من استعدادات ومواهب…

ومن حق الطفل علينا: أن نربي عقله لنبعده عن الخرافة والأسطورة، أن ننمي ملكاته، ونفتح عقله ومواهبه، نثقفه ليصبح مؤهلاً للقيام بدوره الإيجابي النشيط في المجتمع.

أن نعمق لديه الوازع الديني، ليصبح قوياً في عقيدته صلباً في رسالته، يتحمل المشاق والصعاب راضياً في سبيل الله تعالى.

نهتم لسلوكه داخل الأسرة، حتى إذا ما انطلق خارجها كان مثالاً للأمانة والاستقامة والإخلاص، واحترام حقوق الآخرين.

نشعره بالغاية من حياته، وأنها ليست عبثاً، فيحترم قيمة الوقت، ويتعلم كيف يمضي أوقات فراغه.

نسمو بعواطف طفلنا، ونربي انفعالاته، لتصبح كما يحب الله ويرضى به رسوله المصطفى e.

نبني كيانه ونشعره بالثقة في نفسه، نبتعد عن التحقير والتقريع حتى لا يعتاد المذلة والمهانة والخنوع.

لا نكثر من تعنيفه حتى لا يصبح العنف طبعاً له وسجية. أن ينشأ واحترام الأخوّة الإسلامية رائده، تشده إلى الجماعة المؤمنة وثائق المحبة والترابط والوئام كما دعا إليها الإسلام وسار على نهجها سلف هذه الأمة.

ولذلك ومن أجل بناء جيل متوازن معطاء، فإننا نأمل من الآباء والمربين أن يأخذوا مكانهم في هذه المسيرة الضخمة مسيرة تربية الأجيال، ولعل هذه المبادئ مما يعمق هذه التربية:

1ـ الرفق والرحمة بالأطفال، ومراعاة أحوالهم وطاقاتهم.

2ـ الأناة وعدم العجلة، وتكرار النصح والتوجيه، بأساليب مختلفة بعيداً عن الغضب. قال e لأشجع عبد القيس: "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة".

3ـ المرونة والتيسير في غير إثم: "إن الدين يسر ولا يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا".

4ـ التوسط والاعتدال والعدل في معاملة الأطفال.

5ـ القدوة الحسنة من الوالدين والمربين أمام الأطفال.

6ـ مساعدة الأبناء على البر، وأداء حقوق الطفولة.

7ـ البعد عن كثرة اللوم، والتركيز على التشجيع والحوافز الطيبة.

8ـ الدعاء للأطفال، ودعاء الوالدين مستجاب إن شاء الله تعالى.

والحمد لله رب العالمين.

مكة المكرمة: 14/ ذو القعدة سنة 1410هـ

7/ حزيران سنة 1990م

طور بواسطة نورين ميديا © 2015