ابن مهدي، سمع الأسود بن شيبان، عن حاجب، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس، قال: الحدث حدثان، أشدهما حدث اللسان.
قال: ولم يتابع علية.
وقال ابن عيينة: سمعت حاجبا الأزدي، وكان رأسا في الاباضية.
[الحارث]
روى عن يزيد بن هارون وغيره.
وعنه ابن مسروق، وأحمد بن الحسن الصوفي.
قال أبو القاسم النصراباذى: بلغني أن الحارث تكلم في شئ من الكلام، فهجره أحمد بن حنبل، فاختفى، فلما مات لم يصل عليه إلا أربعة نفر.
وهذه حكاية منقطعة.
وقال الحاكم: سمعت أحمد بن إسحاق الصبغى: سمعت إسماعيل بن إسحاق السراج يقول: قال لي أحمد بن حنبل: يبلغني / أن الحارث هذا يكثر الكون عندك، فلو أحضرته منزلك وأجلستني في مكان أسمع كلامه.
ففعلت، وحضر الحارث وأصحابه، فأكلوا وصلوا العتمة، ثم قعدوا بين يدى الحارث وهم سكوت إلى قريب نصف الليل، ثم ابتدأ رجل منهم، وسأل الحارث، فأخذ في الكلام، وكأن على رؤسهم الطير، فمنهم من يبكى، ومنهم من يخن (?) ، ومنهم من يزعق، وهو في كلامه، فصعدت الغرفة، فوجدت أحمد قد بكى حتى غشى عليه، إلى أن قال (?) : فلما تفرقوا قال أحمد: ما أعلم أنى رأيت مثل هؤلاء، ولا سمعت في علم الحقائق مثل كلام هذا.
وعلى هذا فلا أرى لك صحبتهم.
قلت: إسماعيل وثقه الدارقطني.
وهذه حكاية صحيحة السند منكرة، لا تقع على قلبى، أستبعد وفوع هذا من مثل أحمد.
وأما المحاسبى فهو صدوق في نفسه، وقد نقموا عليه بعض تصوفه وتصانيفه.