ولد ابن مندة سنة عشر وثلاثمائة (?) ، وسمع سنة ثماني عشرة، وبعدها، ورحل سنة ثلاثين إلى نيسابور، فأدرك أبا حامد بن بلال، ومحمد بن الحسين القطان، وكتب عن الأصم نحوا من ألف جزء، ثم رحل إلى بغداد، فلقى ابن البخترى، والصفار، ولقى بدمشق أو غيرها خيثمة بن سليمان، ولقى بمكة أبا سعيد بن الأعرابي، وبمصر أبا الطاهر المديني، وببخارى ومرو وبلخ، وطوف الاقاليم، وكتب بيده عدة أحمال، وبقى في الرحلة نحوا من أربعين سنة، ثم عاد إلى وطنه شيخا، فتزوج ورزق الاولاد، وحدث بالكثير.
وكان من دعاة السنة وحفاظ الاثر.
قال الباطرقانى: حدثنا ابن مندة إمام الائمة في الحديث.
وقال ابن مندة: كتبت عن ألف شيخ وسبعمائة شيخ.
وقال أبو إسحاق بن حمزة الحافظ: ما رأيت مثل أبي عبد الله بن مندة.
وقال جعفر المستغفرى: ما رأيت أحفظ من ابن مندة، وسألته ببخارى: كم يكون سماعات الشيخ؟ قال، يكون خمسة آلاف مرة.
ويقال: إنه لما رجع إلى أصبهان قدمها ومعه أربعون حملا من الكتب والاجزاء.
والذي قال أبو نعيم في تاريخه: هو حافظ من أولاد المحدثين.
مات في سلخ ذي القعدة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
اختلط في آخر عمره، فحدث عن أبي أسيد، وعبد الله ابن أخي أبي زرعة،