الكعبة بيقين، وإذا خالف جهة نحريه لم تجزه (?) وإن أصاب الكعبة. وكذا قالوا: إذا اختلط اللحم الحلال (?) باللحم الحرام، والحلال غالب: لا يحل إلا بالتحري. والتحري هو العمل بالإلهام وتحكيم القلب (?)، فثبت أن الإلهام حق من الله تعالى، وأنه واجب العمل به.
وجه قول أهل الحق:
- قوله تعالى: "فاعتبروا يا أولي الأبصار" (?). وقال تعالى: "أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض" (?) - أمر بالاعتبار (?) والنظر، وما أمر بالرجوع إلى القلب.
- وكذلك قال عليه السلام لمعاذ رضي الله عنه حين بعثه إلي اليمن قاضياً (?): "بم تقضي؟ " قال: "بكتاب الله تعالى (?) " قال: "فإن لم تجد" قال: " فبسنة (?) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "قال: "فإن لم تجد؟ " قال: "أجتهد في ذلك رأيي" - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحمد لله الذي وفق رسول رسوله"، ولم يقل: "اقض (?) بالإلهام"، ولم يأمره به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - مأمور بمشورة أصحابه في الحوادث التي لا نص فيها، بقوله (?): "وشاورهم في الأمر" (?). ولم يكن مأموراً بالرجوع إلى قلبه في فصل الخصومات.