عنه وأرضاه وهو صائم يتلو كتاب الله، وذلك في شهر ذي الحجة من سنة خمس وثلاثين للهجرة.

وهنا نقف وقفة لنرى أن هذا الهدف الذي كان قد حدده ابن سبأ لأتباعه إنما هو هدف مرحلي، وأن هدفه الأعظم لم يتحقق بعد، لكنه قطع شوطاً كبيراً للوصول إلى هدفه ذلك، ومن هنا بدأ ابن سبأ يخطط لإكمال مهمته الشاؤولية الإبليسية، فهو لم يكن هدفه كما كان يظهر للناس أن يتولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه الخلافة إنفاذاً للوصية كما زعم، وإنما كان يعمل لإفساد هذا الدين وتحريفه، ولمّا يكتمل له ذلك.

ولذلك نجده يستغل أول فرصة سانحة عند خروج عائشة رضي الله عنها ومعها جمع من المسلمين وعلى رأسهم طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام إلى البصرة للمطالبة بدم عثمان من القتلة، الذين كان أكثرهم من أهل العراق نجد أن ابن سبأ وأتباعه يستغلون هذه المناسبة لإشعال نار الفتنة مرة أخرى، وذلك لما علم باتفاق الفريقين على الصلح، وعرف أن الاتفاق سيكون على رأسه هو وأتباعه، لمّا علم بذلك دبَّر مكيدته مع أتباعه، حيث أرسل مجموعتين من أتباعه تخرج تحت جنح الظلام فتضرب إحداهما معسكر طلحة والزبير ومن معهما، والأخرى تضرب معسكر علي رضي الله عنه ومن معه، وهنا ظن كل فريق أن الآخر غدر به فنشبت الحرب بين الفريقين ووقعت موقعة الجمل ولله فيما قدر وقضى حكمة بالغة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015