ويقرر شيخ الاسلام أن التوحيد الذي دعت اليه الرسل متضمن لأصلين:

أحدهما: التوحيد القولي، الذي هو الخبر عن الله تعالى، وهو التوحيد في العلم والخبر. وهو الذي دلت عليه آيات كثيرة منها سورة الاخلاص، "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ".

والثاني: التوحيد العملي، الذي هو توحيد العبادة لله تعالى، وهو توحيد القصد والطلب. وقد دلت عليه آيات كئيرة، منها سورة الكافرون (?) .

ويربط بين هذين النوعين من التوحيد بقوله: " الإله هو المألوه، والمألوه هو الذي يستحق أن يعبد، وكونه يستحق أن يعبد هو بما اتصف به من الصفات التي تستلزم أن يكون هو المحبوب غاية الحب، المخضوع له غاية الخضوع، والعبادة تتضمن غاية الحب بغاية الذل" (?) ، والله تعالى كما أنه هو المبدع الخالق

وحده فهو المستحق لأن يعبد وحده لا شريك له (?) .

وشيخ الإسلام في تقريره لتوحيد الألوهية، وأنه التوحيد الذي دعت إليه الرسل، وهو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله، يركز على ما يضاده، وهو الشرك وأنواعه ووسائله وقد ألف في ذلك كتبا مستقلة منها:

1- الجواب الباهر في زوار المقابر، كتبه بطلب من السلطان الناصر (?) .

2- الرد على الأخنائي (?) .

3- وقاعدة جليلة في التوسل والوسيلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015