ƒـ[ما هي درجة هذا الحديث:
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يصيب رجلا خدش عود، ولا عثرة قدم، ولا اختلاج عرق إلا بذنب , وما يعفو الله أكثر) .
وهل يعني أن كل ما يصيب الإنسان هو بسبب ذنوبه؟ هذا قرأته في " تفسير القرطبي ". مع العلم أني بحثت في " صحيح البخاري " وفي " فتح الباري " ولكني لم أجده.]ـ
^الحمد لله
أولاً:
هذا الحديث رواه الطبري في " التفسير " (5 / 175) والبيهقي في " شعب الإيمان " (7 / 153) من مرسل قتادة.
والمرسل هو ما يرويه التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم دون واسطة بينهما، وهو من أقسام الضعيف، فالحديث إسناده ضعيف. وقد ذكره الألباني في "السلسلة الضعيفة" (1796) .
ثانياً:
معنى الحديث صحيح شهدت له أدلة أخرى من كتاب اله وسنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فالمصائب التي تصيب الإنسان قد تكون بذنب أذنبه، فيكون البلاء كفارة لذلك الذنب.
قال الله عز وجل: (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً) النساء /79، وقال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) الشورى /30.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (1/529) :
(ما أصابك مِن حسنة فمِن الله) أي: مِن فضل الله ومنَّته ولطفه ورحمته، (وما أصابك مِن سيئة فمِن نفسك) أي: فمِن قِبَلك ومن عملك أنت، كما قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) قال السدي والحسن البصري وابن جريج وابن زيد: (فمِن نفسك) أي: بذنبك، وقال قتادة في الآية (فمن نفسك) عقوبة لك يا ابن آدم بذنبك اهـ.
ثالثاً:
المصائب التي يصاب بها المؤمن في الدنيا، ترفع في درجاته وتكفر عنه سيئاته.
ولذلك ينبغي للمؤمن أن يرضى بما يقدره الله تعالى عليه من المصائب، ويعلم أن ذلك خير له.
عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا) . رواه البخاري (5640) ومسلم (2572) .
وروى مسلم (2572) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَا مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ حَتَّى الشَّوْكَةِ تُصِيبُهُ إِلا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً، أَوْ حُطَّتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ) .
والله أعلم.
‰الإسلام سؤال وجواب