ƒـ[ماذا يفعل من رأى في نفسه الشر وأن الشر يغلب الخير؟]ـ
^الحمد لله
الإنسان كائن ضعيف، يتعرض لنوازع الخير والشر، وقد يضعف وينساق إلى طريق الرذيلة والانحراف، ويدفعه الشر إلى طريق الظلم والتعدي، ويزين له الشيطان فعل المنكرات، ويبرر له كل تصرف منحرف.
لكن عنصر الخير يحرك فيه ضميره، ويُشعره بالندم، ويحثه على الرجوع إلى الحق، والاستجابة لنداء العقل.
وتختلف قدرات الناس، وقوة إرادتهم، وصفاء نفوسهم، وشفافية أرواحهم، فمنهم من يروض نفسه على السير على طريق الفضائل والمكرمات، ويربيها على المبادئ والأخلاق، ويقاوم الشهوات، والميول المنحرفة، ويلزم نفسه بالاستقامة والإنصاف، فهذا يستطيع أن يواجه الشر، ويحتمل في سبيل ذلك كل أمر عسير، ولا يفقد الأمل بتغلب الخير، واندحار الشر، وزواله.
ومنهم من ينساق وراء الشهوات، ويعجز عن إلزام نفسه بالفضائل، ويتخلى عن كثير من أوامر الله ورسوله، ويضعف أمام المواجهة، ويفقد الأمل في تغلب الخير.
فالسرّ في المسألة كلها أن يُجاهد العبد هواه ونفسه الأمّارة بالسوء لينال الهداية من الله قال الله تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبُلنا) .
وفيما يلي عبارات جميلة في المجاهدة لابن القيم رحمه الله
" يا أقدام الصبر احملي بقي القليل تذكّر حلاوة (العبادة) يَهُن عليك مُرّ المجاهدة " الفوائد
" اخرج إلى مزرعة المجاهدة واجتهد في البذر واسق شجرة الندم بساقية الدمع فإذا عاد العود أخضر فَعُد لما كان. " بدائع الفوائد 3/742
" وقيل: المحبة صدق المجاهدة في أوامر الله وتجريد المتابعة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم " طريق الهجرتين 1/460
" من ترك المجاهدة بالكلية ضعف فيه باعث الدين وقويَ فيه باعث الشهوة ومتى عود نفسه مخالفة الهوى غلبه متى أراد " عدة الصابرين ص/46
والمؤمن المجاهد يعلم أن الخير باقٍ، وأن الغلبة له، مهما اشتدت الظلمة، وعظمت المصيبة وتحكم الشر واستبد، وتجاوز كل حد، والله المستعان.
‰الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد