يحسّ بالتقصير والشيطان يثبّطه عن تحسين حاله

ƒـ[الحمد لله أنا مسلم ولكنني لا أشعر بأنني مؤمن، لا أشعر بالراحة للطريقة التي أعيش بها وأشعر بهذا من وقت لآخر، وأسأل نفسي (أين مكاني يوم القيامة؟) لا أشعر بالسعادة في حياتي بسبب هذا الإحساس..

أشعر بالندم إذا ضيعت الصلاة، أشعر بالرغبة في أن أفعل الكثير من الأشياء التي يريد مني الله أن أفعلها وبهذا أدخل الجنة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن ينتهي الأمر بأنني لا أفعل شيئا. والذي أريده منك أن تخبرني ما هي طريقة البداية.. شكرا وجزاك الله خيرا.]ـ

^الحمد لله

هذه المشاعر التي ذكرتها في سؤالك يا أخي دوافعها طيبة إن شاء الله وناتجة عن شعورك بالتقصير والرغبة في تزكية نفسك ورفع مستواها الإيماني ولكن المهمّ أن لا تقودك إلى الإحباط بل تكون دافعا عمليا للتحسين فاستثمر الشعور بالتقصير في الاندفاع للعمل وليس الاستسلام للمستوى المتدني والانكفاء على الحال وعدم التغيير.

إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ في دعائه من العجز والكسل وهو الذي علمنا السعي لعمل ما ينفعنا في دنيانا وأخرانا فقال: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) رواه مسلم برقم 4816 فاجعل أيها الأخ الكريم تقوى الله نصب عينيك لقوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} وأن تتذكر وعده ووعيده، وعده لأوليائه الصالحين بالمغفرة والأجر الكريم {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كريم} المائدة 9، ووعيده لمن حادوا عن الصراط المستقيم وخالفوا أمره وضيعوه {وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم} التوبة 68 لكي تكون دائما بين الخوف والرجاء ولتعلم أن وعد الله حق فلا تغتر بهذه الحياة ولتعد العدة ليوم تلقاه {يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور} فاطر: 5 ولتكثر من ذكر الله فإن فيه طمأنينة للقب وراحة للنفس {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} الرعد: 28، وعليك بالاستغفار مما ضيعت من أوامر الله فقد جعل الله سبحانه باب التوبة مشرعاً أمام سائر المذنبين: روى مسلم في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها. صحيح مسلم 4954

وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال، قال الله تعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة رواه الترمذي بإسناد حسن سنن الترمذي برقم 3463. فإذا عمل المسلم بطاعة الله تعالى جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا، قال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} الطلاق: 3

وابدأ بالفرائض وألزم نفسك بها وبالامتناع عن المحرمات ثم التفت إلى المستحبّات وتدرّج في القيام بها والزيادة في عملها شيئا فشيئا حتى لا تنفر نفسك ولا تملّ.

وأخيراً إياك والتسويف فإنه محبط للقيام بالعمل فإذا شرعت بطاعة فسارع بها ولا تتوانى فيها والمسارعة في مثل هذا الباب أمر محمود {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} وداوم على العمل وإن قلّ فإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلّ، والله ولي التوفيق.

‰الإسلام سؤال وجواب

الشيخ محمد صالح المنجد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015