المآخذ على كتاب " مرآة الزمان ".

ƒـ[ما رأيكم في كتاب (مرآة الزمان في تاريخ الأعيان) تصنيف سبط ابن الجوزي، لما وجدت فيه من قصص للأنبياء، فيها إسرائيليات؟]ـ

^الحمد لله:

كتاب " مرآة الزمان في تاريخ الأعيان " هو من تأليف أبي المظفر شمس الدين يوسف بن الأمير حسام الدين قِزُغْلِي، المعروف بسبط ابن الجوزي.

ولد ونشأ ببغداد، ورباه جده أبو الفرج ابن الجوزي، وانتقل إلى دمشق فاستوطنها، وتوفي فيها سنة (654) هـ.

وهذا الكتاب تحدث فيه مؤلفه عن تاريخ البشرية، منذ بدء الخليقة وابتداء العالم وحتى حتى وفاته سنة 654هـ، ورتبه على السنين.

وقد اهتم بعض العلماء بهذا الكتاب ورفع من شانه حتى قال بعضهم بعد أن ذكر كتب التواريخ: " فرأيت أجمعها مقصداً، وأعذبها مورداً، وأحسنها بياناً، وأصحها روايةً، تكاد جنة ثمرها تكون عياناً: مرآة الزمان ". نقله ابن حجر في " لسان الميزان " (6/328) .

وقال ابن كثير: " له مرآة الزمان في عشرين مجلداً، من أحسن التواريخ.. ومن أبهج التواريخ ". انتهى " البداية والنهاية" (13/194) .

ومع ذلك فالكتاب لا يخلو من وجود بعض الملاحظات عليه، ومن أهمها:

إيراد الأحاديث والأخبار الضعيفة والموضوعة، والحكايات المنكرة والمستبشعة، وذكر بعض المثالب في الصحابة والخلفاء الراشدين.

قال الحافظ الذهبي: " وألف كتاب مرآة الزمان، فتراه يأتي فيه بمناكير الحكايات، وما أظنه بثقة فيما ينقله، بل يجنف ويجازف، ثم إنه ترفض ". انتهى "ميزان الاعتدال" (4/ 471) .

وقال عنه في " تاريخ الإسلام " (حوادث عام 597) : " كثير الحَشَف والمجازفة ". (42/38) .

وأنه " إنه خسَّاف، مجازف، لا يتورَّع في مقاله ". انتهى من "تاريخ الإسلام" (حوادث عام 581) . (54/405) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: " فهذا الرجل يذكر في مصنَّفاته أنواعاً من الغثِّ والسمين، ويحتجُّ في أغراضه بأحاديث كثيرةٍ ضعيفةٍ وموضوعة.

وكان يصنِّفُ بحسبِ مقاصد الناس، يصنِّف للشيعة ما يناسبهم، ليعوِّضوه بذلك، ويصنِّف على مذهب أبي حنيفة لبعض الملوك، لينال بذلك أغراضه.

فكانت طريقته طريقة الواعظ الذي قيل له: ما مذهبك؟

قال: في أي مدينةٍ؟

ولهذا يوجدُ في كتبه ثلبُ الخلفاء الراشدين وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم؛ لأجل مداهنة من قصد بذلك من الشيعة، ويوجد في بعضها تعظيم الخلفاء الراشدين وغيرهم ". انتهى " منهاج السنة النبوية " (4/ 98) .

وإذا كانت هذه حال الكتاب وصاحبه، فينبغي الحذر من التسليم بما فيه، وأن يكون المطالعة فيه للمتخصص القادر على مراجعة غيره من التواريخ، واعتبار ما فيه بمقياس الخطأ والصواب.

وبالإمكان الرجوع إلى كتب التواريخ المعتمدة، مثل: الكامل في التاريخ لابن الأثير، والبداية والنهاية، للحافظ ابن كثير رحمه الله، والعبر وتاريخ الإسلام، ونحوها، للحافظ الذهبي رحمه الله.

والله أعلم.

‰الإسلام سؤال وجواب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015