جريدة إسبانية تتهم موقعنا هذا بالتعصب والتطرف!

ƒـ[أنا طالب علم، من إسبانيا، وأدير غرفة محادثة في برنامج " البالتوك "، التي نحاول من خلالها نشر تعاليم الإسلام لكل من المسلمين الجدد، وغير المسلمين، والحمد لله قد أسلم الكثير بسبب هذه الغرفة، نحن ضد أي عمل إرهابي، أو له علاقة بالعنف بشتى أنواعه، لكن قبل أيام إحدى الجرائد الإسبانية نشرت مقالاً تقول فيه: إن هناك عدة منتديات تدعو إلى العنف، مضيفة أن من يرتادون هذه المواقع عندما لا يجدون أجوبة لما عندهم يذهبون إلى موقع " الإسلام سؤال وجواب "، واصفة إياه بـ " التعصب "، و " التطرف ". أود لو أعطيتمونا نصائح حول كيفية مواجهة هذه الأخبار، نحن لسنا متطرفين أبداً، ولا كما يصفوننا في المقال.]ـ

^الحمد لله

اعلم ـ يا أخي الكريم ـ أن القضية ليست عند المعادين للإسلام وأهله، من الغربيين، قضية موقع أو توجه معين؛ بل القضية: هي الإسلام في ذاته؛ فمتى كان المرء مسلما، كان ـ في تقديرهم ـ: إرهابيا متطرفا ... ، وهي عنصر قديم في الثقافة الأوربية، منذ عهد التجنيد والتجهيز للحروب الصليبية على الإسلام والمسلمين. ولتلعم ـ أخانا الكريم ـ أن منتهى ذلك العداء، وتلك البغضاء، ليس هو بالتخلي عن منهجنا، أو حتى بإغلاق موقعنا، لا قدر الله، بل بالانسلاخ عن ديننا بالكلية، واتباع دين القوم. قال الله تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) البقرة /120.

وإن كان لا بدَّ من وقفات، فيمكن أن تكون في نقاط:

1. ما هو تعريف " التعصب " و " التطرف " و " الإرهاب " عند ذلك الكاتب، وغيره من الساسة، والقادة، والإعلاميين؟! لا يستطيع العالَم الاتفاق على معنى لكل مصطلح مما سبق ذكره، وكل واحد ينظر إلى تلك المصطلحات ويجعل معانيها ما يفهمه هو منها، انطلاقاً من دينه، أو فكره، أو بلده، أو حزبه، فكيف يمكن لنا ـ إذا ـ الدخول في نقاش، حول مفاهيم لم تحدد؟! .

2. ونحن أُمرنا بالاستقامة على دين ربنا تعالى، وبالدخول في دين الله كله، وبأخذه بقوة، وطبيعي أن مثل هذا لا يعجب المنحلين والمميعين من المسلمين، فكيف له أن يكون محط إعجاب من كافر مشرك؟! وهل يُتوقع من مثل هؤلاء أن يعينوا المسلمين على الاستقامة على دين الله تعالى، أو يحثوهم على عدم التفريط بدينهم؟! .

3. إننا ـ إن شاء الله ـ في موقعنا هذا – ومعنا الإخوة في مواقع الفتوى الأخرى من أهل السنَّة – لا نضع نصب أعيننا عند الجواب عن سؤال سائل: رضى دولة، ولا حزب، ولا جماعة، تنتسب للإسلام، فهل سنضع في حسباننا رضى كافرٍ عما نقول، ونفتي به في دين الله؟! إننا لا نفرح بمدحهم لما يرونه موافقاً لعقولهم ومبادئهم، ولا يضيرنا ـ أيضا، إن شاء الله ـ نقدهم لما نقول، فلهم دينهم ولنا ديننا، ولهم ربُّهم، ولنا ربنا:

نَحنُ بِما عِندَنا وَأَنتَ بِما عِندَكَ راضٍ وَالرَأيُ مُختَلِفُ

4. لو كان ذلك المقال منصفاً، وصادقا؛ فأين موقفهم من التعصب الأعمى، والتطرف البغيض الذي انتشر في غير بلد، حتى أفرز إهانة متطرفيهم وجهلتهم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وطعنا أعمى، بالهوى والتعصب فحسب، على ديننا، ولرأينا مواقف لهم من " فتاوى " التعصب والتطرف والكراهية المقيتة التي تصدر من بابواتهم، وحاخاماتهم، ورؤساء أحزابهم، مما يتعلق بالأقليات المسلمة، ومما يتعلق بشعائر ديننا، كالحجاب، ولكننا نراهم يغضون الطرف عنها، ويبحثون عن مواقع الزلات من بعض المتحمسين من المسلمين، ليتوصلوا بذلك للطعن في ديننا ذاته.

5. ولو كان هذا المقال منصفا حقا: فأين موقفه من إرهاب الدول الذي يمارس ضد المسلمين، أصحاب الحق، وأهل الأرض، في فلسطين، والعراق، وأفغانستان، وغيرها من بلاد المسلمين؛ فأين هم إراقة هذه الدماء، وانتهاك الحرمات، ونهب الثروات.

06 ولو كان هذا المقال منصفا: لراجع تاريخ بلاده في استعمار الشعوب، ونهب ثرواتها، وما فعلوا بالهنود الحمر، وغيرهم من أهل البلاد التي استعمروها، ونهبوا ثرواتها.

07 ولو كان هذا المقال منصفا: لراجع تاريخ محاكم التفتيش، وفكر جيدا: كم سيحتاج من الزمان والجهد، وكم سيحتاج ... حتى يعتذر عن ذلك التاريخ.

فالحاضر والماضي، معا، يحتاجان إلى نظرة إنصاف!!

فعليك ـ أخي الكريم ـ بما أنتم عليه من استقامة المنهج، والبعد عن مثيرات الفتن حيث تعيشون، والدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعضة الحسنة، وبحسب ما تسمح به ظروفكم وإمكانياتكم، وليكن علمكم وقولكم، وحالكم وعملكم: هو الشاهد الحقيقي منهجكم، , والدليل على كذب من اتهمكم بالباطل.

واعلم أن رضا الناس غاية لا تدرك!!

ونسأل الله تعالى أن يجعل كيد من أراد الإساءة لهذا الدين في نحره، وأن يوفقكم لأن تكونوا دعاة على الكتاب والسنَّة.

والله الموفق

‰الإسلام سؤال وجواب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015