الآداب والأخلاق والرقائق 1923

[*]

هل يردُّ السلام على طائر الببغاء؟!

ƒـ[في بيت جدِّي " ببغاء " حقيقي، إذا مررتُ بجانبه يلقي عليك السلام، فيقول: " السلام عليكم "، ففي هذه الحالة هل يجب عليَّ رد السلام على هذا الطائر؟ . وجزاكم الله خيراً.]ـ

^الحمد لله

أولاً:

قال الفيومي رحمه الله:

البَبْغَاءُ:

طائر معروف، والتأنيث للفظ لا للمسمَّى، كالهاء في حمامة، ونعامة، ويقع على الذكر والأنثى، فيقال: " بَبْغَاءُ " ذكر، و" ببْغَاءُ " أنثى، والجمع: " بَبْغَاوَاتٌ "، مثل صحراء وصحراوات.

" المصباح المنير في غريب الشرح الكبير " (1 / 35) .

ثانياً:

الذي يظهر: أنه لا يشرع رد السلام على " الببْغاء " - وقد تُشَدَّدُ الباءُ الثانيةُ - التي تعلَّم إلقاء السلام؛ لأن السلام عبادة، ودعاء، يحتاج لقصد من قائله، ولا قصد لذلك الحيوان المعلَّم، فيمتنع الرد عليه، وحكمه حكم الشريط الذي يسجَّل عليه سلام قائله، فيُسمع، فهو حكاية صوت، وليس له حكم السلام إن كان من صاحبه على الهواء مباشرة؛ فإنه يردُّ عليه وجوباً كفائيّاً.

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -:

أحياناً يكون - أي: السلام - مسجَّلاً، ويضعونه على الشريط، ويسحبون عليه، إن كان مسجَّلاً: فلا يجب أن ترد؛ لأن هذا حكاية صوت ... .

" لقاء الباب المفتوح " (229 / 28) .

وانظر تتمة الفتوى، وتفصيل المسألة في جواب السؤال رقم: (128737) .

وعليه: فطائر " الببغاء " لا يقصد السلام؛ لأنه لا عقل له، وما يقوله من ألفاظ فهي ترداد مجرد لما يتعلمه، غير مراد منه، وفيه يقول الشاعر:

ملأ الأرض هتافًا بحياة قاتليه ... يا له من ببغاء عقله في أذنيه

وقد صرح بعض أهل العلم بعدم مشروعية السجود، في حال سُمعت الآية من " ببغاء "، أو سمعت من شريط تسجيل.

وفي نتائج كتاب " بهجة الأسماع في أحكام السماع في الفقه الإسلامي " للأستاذ علي بن ذريان بن فارس الحسن العنزي - طبعة دار المنار في الكويت -:

" لا يسجد السامع بسماع سجدة التلاوة من غير الآدمي، كالطيور المعلَّمة، مثل " الببغاء "، وكسماعها مِن الصدى ". انتهى

والله أعلم

‰الإسلام سؤال وجواب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015