ƒـ[أنا فتاة عمري 23 عام وقد خطبني زميل لي في العمل فقد تقدم في شهر فبراير ولكن والدي ووالدتي أصروا على تأجيل الخطبة إلى شهر ابريل لتمكنهم من عمل التجهيزات مع العلم أن الخطبة في بيتنا وليست في قاعة أو مكان آخر وصبرنا على ذلك وتمت الخطبة بحمد الله وبعدها بفترة ليست طويلة بدأت مشاكل على الشقة فخطيبي في بداية حياته كأي شاب ولكن والدي كان يصر على التمليك مع أن اتفاق خطيبي معه من البداية هو أنه إذا لم يستطع الحصول علي شقه تمليك فسوف يقوم بإيجار شقه حتى يتم الزواج ثم أخذنا فالبحث ولم يعجبهم مستوى الأماكن التي كنا نجدها مع العلم أنهم قد فرضوا علينا أماكن معينة بلا نقاش بحجه أنها يجب أن تكون قريبه منهم وعندما نحاول أن نتكلم لا يوافق أبي ويهدد بفسخ الخطبة ثم حاولنا البحث عن الإيجار الجديد ولكننا كنا نبحث عن شقة صغيرة ولكن فجأة قال لي أبي أن فكره لا يعجبه وأن الإيجار الجديد لمدة سنتين ليس ضمان وأنه خائف عليا وأني ليس لي خبرة في الحياة وأني مندفعة وراء مشاعري ويريد فسخ الخطبة واستسلمت ولكن خطيبي حاول مرة أخرى وبالفعل رجعنا مرة أخرى والحمد لله وجدنا شقة إيجار جديد وأخذناها لمدة 5 سنين ووافق أبي على مضض وهو يقول لي أنه ليس ضمان وذلك قبل رمضان بأسبوعين حاولنا أن نقنع والدتي أن نبدأ بالتجهيز حتى لا نضيع الوقت ولا نقوم بدفع إيجار الشقة بدون استعمالها فرفضت وقالت بعد رمضان وذلك وخطيبي يدفع إيجار الشقة التي اجبرنا على اختيارها واختيار مكانها وذلك حتى تعجب والدتي ووالدي وبالفعل بعد رمضان بدأنا التجهيز وقام خطيبي بالبدء في دهان الشقة وشراء الأجهزة وظهرت مشكلة لشراء الأثاث وذلك بحجة أنهم يعرفون أكثر مني في الأذواق وأن ما يعجبهم هم هو ما سيتم شرائه مهما غلا ثمنه وإلا ستنتهي الخطبة وبالفعل ذهبنا واشترينا الأثاث وكان ثمنه أربع وأربعون ألفا وذلك وينقصنا غرفة أخرى ولكن وافق خطيبي وذلك حتى لا يتركني ونحن نحاول تقصير مدة الخطوبة كي يحفظنا الله فالحب بيننا موجود والحمد لله ويزداد وأيضا نريد طاعة الله في زواجنا وخطيبي على خلق ومحبب من كل من حوله إلا أبواي للأسف وقد ساعدني على ترك استماع الأغاني وترك لبس البنطال ويحثني دائما على ترك ما فيه معصية ولكن للأسف أبي يجد ذلك تشدد وأنه قد رباني على التدين وأنه ليس كافر ولا فاسق لكي يقول لي خطيبي ما أفعل والآن نحن في مشكلة كبيرة وهي الفرح كنا نحلم أنا وخطيبي بكتب كتاب وسنحاول أن يكون فستاني واسع ولا أتزين ولا أجلس على المنصة وسط جو مليء بالاختلاط ولكن تحطمت كل هذه الأحلام مع محاولة الاتفاق مع أبى على ذلك فحدثت مشكلة وحتى عندما أردنا تبرير ذلك بأن مصاريف الفرح باهظة قال أبي وأمي لنؤجل سنه أو اثنين حتى يتوفر المبلغ للفرح وحتى عندما وافقنا ولكن لا يكون هناك أغاني ورقص اعترضوا اعتراضا رهيبا والآن وصل بي التفكير أن نطاوعهم ولكن بعد كتابة العقد قبل الفرح بيوم في البيت ألا نذهب إلى الفرح لأننا لا نرغب في أن تكون بداية حياتنا معصية لله وغناء ورقص ولكن سنتوجه لشقتنا ونتركهم ولكني أخشى أن يسبب ذلك ألما لهما ويكون فضيحة لهما وهل ما سندفعه في الفرح سيكون حراما أماذا نفعل هل نوافقهم ونذهب إلى الفرح أم نترك بعض وننهي الخطبة وأنا أريد أن أطيع ربي حتى لو رأوه أهلي تشددا ولكن هذا لن يكتمل إلا بزواجي وتركي هذا البيت فأنا لا استطيع مواجهه أهلي حتى وأنا أعلم أن ما يقولونه غير صحيح شرعا وخطيبي يقول لي إن هذا ابتلاء من الله ويجب الثبات لأننا لو وافقنا علي رأيهم وحضرنا الفرح سنكون عاصين لله ولو تركناه ولم نحضر ستكون فضيحة لأهلي أنني لم احضر مع العلم أنني سأكون قد تم عقد قراني وطاعتي وقتها لزوجي ولكني لا أريد أن أضع أهلي موضع حرج]ـ
^الحمد لله
أولا:
ينبغي أن تعلمي أن الالتزام بشرع الله تعالى، والوقوف عند حدوده، نعمة عظيمة، لا يعرف قدرها إلا من ذاقها وعاشها، وإننا لنتأمل في سؤالك وفي موقف والديك، ثم نعجب والله مما ذكرت، فهذا التدخل المتكرر في اختيار الشقة والأثاث المكلف، ثم الحرص على إقامة الحفل الذي لا يرضي الله تعالى، ثم الاستعداد لقبول تأخير الزواج سنة أو سنتين حتى يتوفر المال للحفل، كل ذلك ثمرة البعد عن الالتزام الحقيقي، وهو ليس خطأ من جهة الشرع فحسب، بل فيه مع ذلك إضاعة المال، وتنفير الخاطب، وتعطيل مصلحة الفتاة في الزواج، فلا جرم أن المعصية: فساد في الدين والدنيا.
ثانيا:
لا يجوز إقامة الحفلات المختلطة، أو المشتملة على الغناء والموسيقى والرقص، أو ما تظهر فيه الزوجة بزينتها أمام الرجال الأجانب، فكل ذلك منكر يجب البعد عنه، والامتناع من المشاركة فيه، وإن من الغفلة بمكان أن يبدأ الزوجان حياتهما بهذا القدر من المعاصي والآثام.
ثالثا:
إذا أصر والداك على ما ذكرت، فعليكما اتباع ما يلي:
1- نصحهما، وبيان تحريم هذه الحفلات التي لا ترضي الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.
2- الاستعانة بالعقلاء والصالحين من أهلك أو من أهل الخاطب لإقناع والديك.
3- الاستعانة بمن يقبل والدك كلامه من أهل العلم، وذلك عن طريق توجيه السؤال إليه، أو طلب النصيحة منه.
4- ينبغي تذكير الوالدين بوجوب التحاكم للشرع، وامتثال ما يأمر به، لا سيما ووالدك يحاول التأكيد على أنه مسلم مستقيم، ليس كافرا ولا فاسقا.
5- لا ينبغي للخاطب أن يضعف أمام أهل المخطوبة، بل ينبغي أن تكون له كلمته، وأن يصر على مواقفه الصحيحة؛ وإلا عرض حياته الزوجية فيما بعد للكثير من المشاكل الناتجة عن تدخل أهل زوجته فيها.
6- إذا لم تُجد الوسائل المتقدمة، فأعلنوا أنكما غير مسئولين عن هذه المنكرات، ولن تشاركوا في ترتيبها أو الإنفاق فيها، ثم إذا أقيم الحفل، تغيبتما عنه، أو حضرتما وفارقتموه عند وجود المنكر، وهذا وإن كان له أثر سيء على والديك، لكنه الحل الممكن الذي تسلمان فيه من الوقوع في الحرام، وتبنيان به علاقة صحيحة مع والديك تمنع تدخلهما في حياتك مستقبلا، ونأمل ألا تصل الأمور إلى هذا الحل الأخير، فلعل الوالدين إذا علما إصراركما التام على رفض هذا الحفل أن يرجعوا عنه.
رابعا:
نذكرك بأن الخاطب أجنبي عن مخطوبته كغيره من الرجال الأجانب، فلا تحل المصافحة له، أو الخلوة معه، أو الخضوع له بالقول، فهذه حدود الله التي يجب الوقوف عندها ولو خالفت العادات والأعراف الحادثة، قال تعالى: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) البقرة/229
نسأل الله تعالى أن يكتب لك التوفيق والنجاح والفلاح، وأن يزيدك إيمانا وطاعة وهدى.
والله أعلم.
‰الإسلام سؤال وجواب