وقد يعارضهم طوائف من أهل الكلام فينكرون طبائع الموجودات وما فيها من القوى والأسباب، ويدفعون ما أرى الله عباده من آياته في الآفاق وفي أنفسهم مما شهد به في كتابه من أنه خلق هذا بهذا، كقوله: {فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [الأعرَاف: 57] ، وقوله: {فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [البَقَرَة: 164] (?) .
عباد الله: جميع الحركات الخارجة عن مقدور بني آدم والجن والبهائم هي من عمل الملائكة وتحريكها لما في السماء والأرض وما بينهما فما في السموات والأرض وما بينهما من حركة الأفلاك والشمس والقمر والنجوم وحركة الرياح والسحاب والمطر والنبات وغير ذلك فإنما هو بملائكة الله تعالى الموكلة بالسموات والأرض الذين {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبيَاء: 27] كما قال تعالى: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} [النَّازعَات: 5] {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} [الذّاريَات: 4] .
وكما دل الكتاب والسنة على أصناف الملائكة وتوكلهم بأصناف المخلوقات.
وجميع المخلوقات عابدة لخالقها إلا ما كان من مردة الثقلين، وليست عبادتها إياه قبولها لتدبيره وتصريفه وخلقه فإن هذا عام
لجميع المخلوقات حتى كفار بني آدم؛ بل عبادة المخلوقات
وتسبيحها هو من جهة إلهيته سبحانه وتعالى وهي الغاية المقصودة