طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان» .

ومن شره أنه يبول في أذن العبد حتى ينام إلى الصباح، كما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر عنده رجل نام ليلة حتى أصبح، قال: «ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه، أو قال في أذنه» رواه البخاري.

ومن شره أنه قعد لابن آدم بطرق الخير كلها فما من طريق من طرق الخير إلا والشيطان مرصد عليه يمنعه بجهده أن يسلكه، فإن خالفه وسلكه ثبطه فيه وعوقه وشوش عليه بالمعارضات والقواطع، فإن عمله وفرغ منه قيض له ما يبطل أثره ويرده على حافرته.

ويكفي من شره أنه أقسم بالله ليقعدن لبني آدم صراطه المستقيم، وليأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم.

ولقد بلغ شره أن أعمل المكيدة وبالغ في الحيلة حتى أخرج آدم من الجنة، ثم لم يكفه ذلك حتى استقطع من أولاده شرطه إلى النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، ثم لم يكفه ذلك حتى أعمل الحيلة في إبطال دعوة الله من الأرض، وقصد أن تَكون الدعوة له،

وأن يعبد من دون الله، فهو ساع بأقصى جهده على إطفاء نور الله وإبطال دعوته، وإقامة دعوة الشرك، ومحو التوحيد وأعلامه من الأرض.

ويكفي من شره أنه تصدى لإبراهيم خليل الرحمن حتى رماه قومه بالمنجنيق في النار فرد الله كيده عليه، وجعل النار على خليله بردًا وسلامًا. وتصدى للمسيح - صلى الله عليه وسلم - حتى أراد اليهود قتله وصلبه فرد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015