أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيَّاتُ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّار حَدثنَا الْحسن بن حَمَّاد الْحَضْرَمِيّ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا بَعَثَنِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ إِنِّي قَدْ عَرَفْتُ مَا لَقِيتَ فِي أَمْرِ اللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ذَهَبَ مِنْ مَالِكَ وَمَا رَكِبَكَ مِنَ الدَّيْنِ وَقَدْ طَيَّبْتُ لَكَ الْهَدِيَّةَ فَكُلَّمَا أُهْدِيَ لَكَ مِمَّا تُكُرِّمَ بِهِ فَهُوَ لَكَ هَنِيئًا إِذَا قَدِمْتَ عَلَيْهِمْ فَعَلِّمْهُمْ كِتَابَ اللَّهِ وَأَحْسِنْ أَدَبَهُمْ وَعَلِّمْهُمُ الأَخْلاقَ الصَّالِحَةَ وَأَنْفِذْ فِيهِمْ أَمْرَ اللَّهِ وَأَنْزِلِ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَلا تُحَابِيَنَّ فِي أَمْرِ اللَّهِ وَأَدِّ إِلَيْهِمُ الأَمَانَةَ فِي كُلِّ قَلِيلٍ وَكَثِيرٍ وَعَلَيْكَ بِالرِّفْقِ وَالْعَفْوِ فِي غَيْرِ تَرْكٍ لِلْحَقِّ حَتَّى يَقُولَ الْجَاهِلُ قَدْ تَرَكَ مِنْ حَقِّ اللَّهِ وَاعْتَذِرْ إِلَى أَهْلِ عَمَلِكَ مِنْ كل قَلِيل وَكثير حشية أَنْ يَكُونَ قَدْ وَقَعَ فِي أَنْفُسِهِمْ عَلَيْكَ عَتَبٌ حَتَّى يَعْذِرُوكَ وَأَمِتْ أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ إِلا مَا حَسَّنَهُ الإِسْلامُ وَأَظْهِرْ كَبِيرَ الإِسْلامِ وَصَغِيرَهُ وَلْيَكُنْ ذَلِكَ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّكَ فَإِنَّهُ رَأْسُ الإِسْلامِ بَعْدَ الإِقْرَارِ بِالدِّينِ إِذَا كَانَ الشِّتَاءُ فَصَلِّ الْفَجْرَ فِي أَوَّلِ الْفَجْرِ وَأَطِلِ الْقِرَاءَةَ قَدْرَ مَا يَطِيقُ النَّاسُ وَمَا لَا تُمِلَّهُمْ أَوْ تُكْرِهْ إِلَيْهِمْ أَمْرَ اللَّهِ ثُمَّ صَلِّ الأُولَى حِينَ تَمِيلُ الشَّمْسُ وَصَلِّ الْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ مُرْتَفِعَةٌ وَالْمَغْرِبَ حِينَ تَغِيبُ الشَّمْسُ وَتَوَارَتْ بِالْحِجَابِ وَصَلِّ الْعِشَاءَ وَأَعْتِمْ بِهَا فَإِنَّ اللَّيْلَ طَوِيلٌ إِذَا كَانَ الصَّيْفُ فَأَسْفِرْ بِالْفَجْرِ فَإِنَّ اللَّيْلَ قَصِيرٌ وَإِنَّ النَّاسَ يَنَامُونَ فَأَمْهِلْهُمْ حَتَّى يُدْرِكُوا وَصَلِّ الظُّهْرَ حِينَ يَتَنَفَّسُ الظِّلُّ وَتَحَرَّكَ الرِّيحُ فَإِنَّ النَّاسَ يَقِيلُونَ فَأَمْهِلْهُمْ حَتَّى يُدْرِكُوهَا وَصَلِّ الْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ وَصَلِّ الْعِشَاءَ وَلا تَعْتِمْ بِهَا فَصَلِّ بَعْدَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ وَذَكِّرِ النَّاسَ بِاللَّهِ وَالْيَوْم الآخر وَاتبع الموعظة لِيَكُونَ أَقْوَى لَهُمْ عَلَى الْعَمَلِ بِمَا تُحِبُّ وَبُثَّ فِي النَّاسِ الْمُعَلِّمِينَ وَاحْذَرِ اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُرْجَعُ وَلا تَأْخُذْكَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ