أهل بُخَارى نظر فِي كتبهمْ فَإِذا رأى اسْما لَا يعرفهُ وَلَيْسَ عِنْده كتبه وهم لَا يضبطون وَتَكون كتبهمْ غير منقوطة فيضعه فِي كِتَابه خطأ وَإِلَّا فَمَا رَأَيْت خراسانيًا أفهم مِنْهُ لَوْلَا عي فِي لِسَانه وَفِي ذَلِك الْكتاب أسام لَا تعرف وَلم يبين من روى عَنْهُم وَعَمن رووا وَأي شَيْء رووا فيتحير الْإِنْسَان فِيهِ
قَالَ وسألني خَالِد بن أَحْمَد أَبُو الْهَيْثَم أَن أنظر لَهُ شَيْئا فِي هَذَا الْكتاب فأصحح لَهُ فَنَظَرت فغيرت أَشْيَاء أَخطَأ فِيهِ وصحف وَرَأَيْت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بِبَغْدَاد يقْرَأ عَلَيْهِم هَذَا الْكتاب فَقَالَ وإِبْرَاهِيم بن شُعَيْب روى عَنهُ ابْن وهب فَقلت لَهُ إِنَّمَا هُوَ إِبْرَاهِيم بن شعيث ثمَّ قلت لَهُ أَنْت تنظر فِي كتب النَّاس فَإِذا مر بك اسْم لَا تعرفه أَخَذته وَالْخَطَأ فِيهِ من غَيْرك لأَنهم كَانُوا لَا يضبطون
قَالَ الْخَطِيب وَقد جمع عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم الرَّازِيّ الأوهام الَّتِي أَخذهَا أَبُو زرْعَة على البُخَارِيّ فِي كتاب مُفْرد وَنظرت فِيهِ فَوجدت كثيرا مِنْهَا لَا تلْزمهُ وَقد حكى عَنهُ فِي ذَلِك الْكتاب أَشْيَاء هِيَ مدونة فِي تَارِيخه على الصَّوَاب بِخِلَاف الْحِكَايَة عَنهُ
وَمن الْعجب أَن ابْن أبي خَاتم أغار على كتاب البُخَارِيّ وَنَقله إِلَى كِتَابه فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل وَعمد إِلَى مَا تضمن من الْأَسْمَاء فَسَأَلَ عَنْهَا أَبَاهُ وَأَبا زرْعَة وَدون عَنْهُمَا الْجَواب فِي ذَلِك ثمَّ جمع الأوهام الْمَأْخُوذَة على البُخَارِيّ وَذكرهَا من غير أَن يقدم مَا يُقيم بِهِ الْعذر لنَفسِهِ عِنْد الْعلمَاء فِي أَن قَصده بتدوين تِلْكَ الأوهام بَيَان الصَّوَاب لمن وَقعت إِلَيْهِ دون الانتقاص وَالْعَيْب لمن حفظت عَلَيْهِ وَنحن لَا نظن أَنه قصد غير ذَلِك فَإِنَّهُ كَانَ بِمحل من الدَّين وَأحد الرفعاء من أَئِمَّة الْمُسلمين رَحْمَة الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم أَجْمَعِينَ
حدثت عَن أبي أَحْمَد مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن إِسْحَاق الْحَافِظ النَّيْسَابُورِي قَالَ كنت بِالريِّ فرأيتهم يَوْمًا يقرءُون على أبي مُحَمَّد بن أبي