هشام بن عبد الملك بن مروان الخليفة أبو الوليد القرشي الأموي الدمشقي. ولد سنة اثنتين وسبعين. أمه عائشة بنت هشام بن إسماعيل المخزومي. كان هشام حريصا جماعا للمال، ذكيا عاقلا حازما، له بصر بالأمور جليلها وحقيرها، وكان فيه حلم وأناة وظلم مع عدل، يكره سفك الدماء. استخلف بعد وفاة أخيه يزيد، وبعهد منه، لأربع بقين من شعبان عام خمس ومائة للهجرة، وعمره آنذاك أربعة وثلاثون عاما. قيل: وتفقد هشام بعض ولده فلم يحضر الجمعة، فقال: ما منعك من الصلاة؟ قال: نفقت دابتي، قال: أفعجزت عن المشي؟ فمنعه الدابة سنة. قال العيشي: قال هشام: ما بقي علي شيء من لذات الدنيا إلا وقد نلته إلا شيئا واحدا، أخ أرفع مؤنة التحفظ منه.
توفي سنة خمس وعشرين ومائة.
- جاء في أصول الاعتقاد عن صالح بن أبي عبيد الله قال: قرأت في دواوين هشام بن عبد الملك إلى عامله بخراسان نصر بن سيار: أما بعد: فقد نجم قبلك رجل من الدهرية من الزنادقة يقال له جهم بن صفوان، فإن أنت ظفرت به فاقتله وإلا فادسس إليه من الرجال غيلة ليقتلوه. (?)