أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة فأجابه إليها أحد، حمله الله مثل أوزارهم، ولا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا، ثم تلا هذه الآية: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [النحل: 25] (?).
سعيد بن جبير بن هشام أبو محمد، ويقال أبو عبد الله، الإمام الحافظ المقرئ المفسر، أحد الأعلام، من كبار التابعين. روى عن أبي هريرة وعائشة وابن عباس فأكثر عنه وجود، وابن عمر وأنس وأبي سعيد الخدري وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم وكذا عن بعض التابعين. روى عنه آدم بن سليمان والد يحيى بن آدم، وأيوب السختياني، وثابت بن عجلان وجعفر ابن أبي المغيرة وأبو صالح السمان، وابنه عبد الله بن سعيد بن جبير وغيرهم.
قال عطاء بن السائب: كان سعيد بن جبير بفارس، وكان يتحزن، يقول: ليس أحد يسألني عن شيء، وكان يبكينا، ثم عسى أن لا يقوم حتى نضحك. وعن عبد السلام بن حرب عن خصيف قال: كان أعلمهم بالقرآن مجاهد، وأعلمهم بالحج عطاء، وأعلمهم بالحلال والحرام طاووس، وأعلمهم بالطلاق سعيد بن المسيب وأجمعهم لهذه العلوم سعيد بن جبير.