البغض في الله والحب فيه من الإيمان، وقد قال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا} الآية، وهم ممن حاد الله ورسوله باعتقادهم الفاسد الذي خرجوا به عن الملة في قول كافة الأمة، والوجه الثاني: مخافة أن يعرض بنفسه سوء الظن بمجالستهم فيظن به أنه يميل إلى هواهم، والثالث: مخافة أن يستمع كلامهم فيدخل عليه شك في اعتقاده بشبههم وكفى من التحرير عن ذلك المثل الصحيح الذي ضربه مالك في رواية ابن غانم عنه ونهى عن الصلاة خلفهم على مقتضى هذه الرواية من أنهم كفار لأنهم وإن لم يكونوا كفارا هم زائغون ضلال ... (?)
وردد ذلك مرارا كلما جاء ذكرهم كما في (17/ 265و503و575) و (18/ 149و210). (?)
الإمام الكبير شيخ القراء أبو العز محمد بن الحسين بن بندار الواسطي القلانسي، صاحب التصانيف في القراءات مقرئ العراق. ولد سنة خمس وثلاثين وأربعمائة. وتلا بالعشرة على أبي علي غلام الهراس، وأخذ أيضا عن أبي القاسم الهذلي، وأبي جعفر بن المسلمة، وقرأ ختمة لعاصم على أبي الفوارس الأواني. كان بصيرا بالقراءات وعللها وغوامضها عارفا بطرقها عالي