أين كان الصديق يوم بدر؟ كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العريش بمنزلة الرئيس الذي يحامي عنه، وعلي رضي الله عنه في المبارزة، ولو فرض أنه انهزم أو قتل لم يخزل الجيش بسببه. فأفحم الشيعي. وقال المحاملي وقد قدمه الذين رووا لنا الصلاة والزكاة والوضوء بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدموه عليه حيث لا مال له ولا عبيد ولا عشيرة وقد كان أبو بكر يمنع عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويجاحف عنه، وإنما قدموه لعلمهم أنه خيرهم فأفحمه أيضاً. (?)
رأس الصوفية في زمانه، من كبار مشايخهم وعلمائهم، صحب سهل ابن عبد الله التستري والجنيد وعمرو بن عثمان. ومع ذلك فقد وقف هذا الموقف الطيب ضد أهل الحلول والاتحاد.
قال شيخ الإسلام: قال الشيخ أبو يعقوب النهرجوري: هذه الأرواح من أمر الله مخلوقة. خلقها الله من الملكوت، كما خلق آدم من التراب، وكل عبد نسب روحه إلى ذات الله أخرجه ذلك إلى التعطيل، والذين نسبوا الأرواح إلى ذات الله هم أهل الحلول الخارجون إلى الإباحة، وقالوا إذا صفت أرواحنا من أكدار نفوسنا فقد اتصلنا، وصرنا أحراراً، ووضعت عنا العبودية، وأبيح لنا كل شيء من اللذات من النساء، والأموال وغير ذلك.