ومائتين.
- قال سليمان بن داود الهاشمي الإمام -نظير أحمد بن حنبل- الذي قال فيه الشافعي: ما خلفت ببغداد أعقل من رجلين: أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي، قال: من قال: إن القرآن مخلوق لزم أن يكون قول فرعون كلام الله، فإن الله خلق في فرعون قوله: {فَقَالَ أَنَا ربكم الأعلى} (?) وعندهم أن الله خلق في الشجرة إِنَّنِي {أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فاعبدني} (?). فإذا كان كلامه لكونه خلقه فالآخر أيضا كلامه. (?)
- وقال سليمان بن داود الهاشمي: من قال القرآن مخلوق فهو كافر، وإن كان القرآن مخلوقا كما زعموا فلم صار فرعون أولى بأن يخلد في النار إذ قال: {أَنَا أَنَا ربكم الأعلى} (?)؟ وزعموا أن هذا مخلوق والذي قال: إِنَّنِي {أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فاعبدني} (?) هذا أيضا قد ادعى ما ادعى فرعون، فلم صار فرعون أولى أن يخلد في النار من هذا؟ وكلاهما عنده مخلوق. فأخبر بذلك أبو عبيد فاستحسنه وأعجبه. (?)