واعتد به من أفضل حسناتك من الصلاة والصيام والحج والجهاد، وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله وإحياء سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أحيا شيئا من سنتي كنت أنا وهو في الجنة كهاتين" (?) وضم بين أصبعيه وقال: "أيما داع دعا إلى هدى فاتبع عليه كان له مثل أجر من تبعه إلى يوم القيامة" (?) فمن يدرك يا أخي أجر هذا بشيء من عمله؟ وذكر أيضا: "إن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا لله يذب عنها وينطق بعلامتها" (?)

فاغتنم -يا أخي- هذا الفضل وكن من أهله، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن وأوصاه وقال: "لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من كذا وكذا" (?)، وأعظم القول فيه. فاغتنم ذلك وادع إلى السنة حتى يكون لك في ذلك ألفة وجماعة يقومون مقامك إن حدث بك حدث، فيكونوا أئمة بعدك فيكون لك ثواب ذلك إلى يوم القيامة كما جاء الأثر، فاعمل على بصيرة ونية وحسبة، فيرد الله بك المبتدع المفتون الزائغ الحائر فتكون خلفا من نبيك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015