النبوة يقينية ودعوة الحواري ظنية يمكن الشك فيها باعتراف الحواري نفسه.

ومن حيث الطريقة في التعبير فإن النبي لا يستدل بل يتحدث معتمدًا على السلطة الإلهية، أما الحواري فيستدل ويناقش ويجادل ويحاجج. (?)

"ويقول فريدرك جرانت: "من الواضح أن كلًّا من بولس الهلليني، ومتى المبشر اليهودي، له وجهة نظر تخالف الآخر فيما يتعلق بأعمال يسوع وتعاليمه".

"ويقول تشارلز دود: "إن الرسائل البولسية كثيرا ما تعارض الأناجيل".

ويقول هنتر: "إن رسالة يعقوب تظهر معارضة لتعاليم بولس في نوال البر بالإيمان". (?)

ويتساءل المحققون لماذا لم يذهب بولس بعد تنصره مباشرة إلى التلاميذ ليتلقى عنهم دين المسيح؟ بل ذهب إلى العربية ومكث بعيدًا عن التلاميذ ثلاث سنين، ثم لقي اثنين منهم فقط لمدة خمسة عشر يومًا. (انظر غلاطية 1/ 18 - 19).

تقول دائرة المعارف البريطانية في الإجابة عن هذا السؤال: "إن ارتحاله إليها كان لحاجته إلى جو هادئ صامت يتمكن فيه من التفكير في موقفه الجديد، وإن القضية الأساس عنده هي تفسير الشريعة حسب تجاربه الحديثة".

ويقول المؤرخ جامس كينون في كتابه "من المسيح إلى قسطنطين": "إنه ارتحل بعد تحوله الفكري إلى العربية، وكان الغرض المنشود من وراء ذلك -كما يبدو من التبشير- أن يدرس مضمونات عقيدته الجديدة، ثم ذهب بعد ذلك بثلاثة أعوام إلى أورشليم حتى يجتمع ببطرس ويعقوب".

ويبرر جامس كينون موقف بولس فيقول: "كان بولس يؤمن أن الله قد وهبه ميدانًا محددًا للعمل، ولا يجوز لرجل أن يتدخل في شئونه ما دام روح الله بدورها هادية له". (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015