وقال الإمام الطحاوي: لا تبلغه الأوهام، ولا تدركه الأفهام، ولا يشبه الأنام (?). (?).

الأساس السابع: عدم الإلحاد في أسماء الله وصفاته: الابتعاد عن الإلحاد في أسماء الله وصفاته معلم بارز من معالم أهل السنة والجماعة في هذا الباب، واتباع هذا السبيل هو تحقيق لما حذر الله منه في قوله: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} [الأعراف: 180].

وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} (فصلت: 40)، والإلحاد في أسماء الله تعالى هو الميل بها عما يجب فيها وهو أنواع. (?): الأول: أنْ ينكر شيئًا منها أو مما دلت عليه الصفات والأحكام (?).

وذلك كتكذيب المشركين باسم الرحمن، قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60)} (الفرقان: 60)، وأيضًا إلحاد الجهمية والمعطلة الذين نفوا عن الله أسمائه وصفاته أو عطلوها عن معانيها (?)، وإنما كان ذلك إلحادًا لوجوب الإيمان بها، وبما دلت عليه من الأحكام والصفات اللائقة بالله، فإنكار شيء من ذلك ميلٌ بها عما يجب فيها (?).

الثاني: أنَّ يجعلها دالَّةً على صفاتٍ تشبه صفات المخلوقين كما فعل أهل التشبيه، وذلك لأن التشبيه معنى باطل لا يمكن أن تدلَّ عليه النصوص، بل هي دالةٌ على بطلانه فجعْلها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015