يوجب كون الأرض كرة (?).
الوجه الثالث: للجواب على شبهة أن الفلكيين أثبتوا أن الأرض كروية قبل ظهور محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، فنقول بأنه لم يعرف أحد على الحقيقة أن الأرض كروية إلا من خلال وحي منزل من السماء، أو اكتشاف عن طريق التقدم العلمي، أما غير ذلك فإنها كانت ظنونًا لا تعتمد على يقين.
1 - ولم تظهر كروية الأرض للناس وهي تسبح في الفضاء إلا عندما أطلق الروس القمر الصناعي الأول (سبوتنيك) في مداره حول الأرض في (أكتوبر 1957 م) واستطاع العلماء الحصول على صور واضحة لكوكب الأرض بواسطة آلات التصوير التي كانت مثبتة في القمر الصناعي وفي (عام 1966 م) هبط القمر الصناعي (لونيك 9) بأجهزته المتطورة على سطح القمر، وأرسل لمحطات الاستقبال على الأرض صورًا عن كوكب الأرض، فكيف عرف محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- ذلك؟ !
إنه الوحي الإلهي، الذي يدل على أن الذي أنزل القرآن هو خالق الأكوان، وهو بكل شيءٍ عليم (?).
الوجه الرابع: الرد على قولهم: إن زيد بن عمرو تنبأ بكروية الأرض.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنُ نُفَيْلٍ:
وَأَسْلَمْتُ وَجْهِي لِمَنْ أَسْلَمَتْ ... لَهُ الأرض تَحْمِلُ صَخْرًا ثِقَالًا
دَحَاهَا فَلَمّا رَآهَا اسْتَوَتْ ... عَلَى الْمَاءِ أَرْسَى عَلَيْهَا الْجِبَالَا
وَأَسْلَمْتُ وَجْهِي لِمَنْ أَسْلَمَتْ ... لَهُ الْمُزْنُ تَحْمِلُ عَذْبًا زُلَالًا (?)
أولًا: زيد بن عمرو كان متتبعًا لدين إبراهيم عليه السلام، فما المانع أنه أخذ ذلك من آثار وجدها من كتب، أو من أقوال محفوظة عند أحد الناس؟ وحتى لو كان دين إبراهيم تعاليمه لم