النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. (?)
الوجه الثاني: أن الالتفات وجه بلاغي لا اضطراب فيه وعود الضمير على مذكورين؛ أهو يرجع إلى اللَّه تعالى أم يرجع إلى الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ هذا من أسلوب اللف والنشر.
وهذا الأسلوب من أعظم أبواب المحسنات البلاغية في علم البديع.
فاللف والنشر: هو ذكر متعدد على التفصيل أو الإجمال ثم ذكر ما لكلٍ من غير تعيين ثقةً بأن السامع يرده إليه نحو قوله تعالى: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ}. (?)
والقاعدة: عود الضمير إلى الأقرب، ولكن قد يعود إلى غيره كقوله تعالى: {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} فالضمير في التعزير والتوقير راجع إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفي التسبيح عائد إلى اللَّه تعالى، وهو متقدم على ذكر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فعاد الضمير على غير الأقرب. (?)
وعن قتادة في قوله تعالى: {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} قال: أي: يعظموه.
وقال: وفي بعض الحروف: وتسبحوا اللَّه بكرةً وعشيًا. (?)
وقال الجمهور: (تعزروه وتوقروه) هما للنبي -عليه السلام-، (وتسبحوه) هي للَّه -عزّ وجل-؛ وهي صلاة