الأسماء الموصولة كلها من صيغ العموم. (?)
فإذا حققت ذلك: فاعلم أن إفراد الضمير باعتبار لفظة الذي، وجمعه باعتبار معناها؛ ولهذا المعنى جرى على ألسنة العلماء أن الذي تأتي بمعنى الذين، ومن أمثلة ذلك في القرآن هذه الآية الكريمة، فقوله: {كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ} أي: كمثل الذين استوقدوا بدليل قوله: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ} الآية، وقوله: {لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ} أي: كالذين ينفقون بدليل قوله إِلَيْكَ {لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا}، وقوله: {وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا} بناء على الصحيح من أن الذي فيها موصولة لا مصدرية وفي كلام العرب قول الراجز:
يارب عبس لا تبارك في أحد ... في قائم منهم ولا في من قعد
إلا الذي قاموا بأطراف المسد. (?)
الوجه الثاني
قد تُحذف النون من اسم الموصول (الذين)، كما قال أشهب بن رُمَيْلَة:
وإن الذي حانت بفلج دماؤهم ... هم القوم كل القوم يا أم خالد (?)
يعني: الذين. (?)
ويجوز في هذا أن يكون مفردًا وُصف به مقدرٌ مفردُ اللفظِ مجموعُ المعنى؛ أي: وإن الجمع الذي، أو: إن الجيش الذي. (?)