2 - شبهة: نصب المعطوف على المرفوع
الشبهة في آيتين:
الأولى في قوله تعالى: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (162)} (النساء: 162)، فما قبل كلمة (المقيمين) وما بعدها مرفوع، والمعطوف يأخذ حكم المعطوف عليه، فكان حقها الرفع فتقول: والمقيمون الصلاة.
الثانية: في قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (البقرة: 177).
فكلمة: (الصابرين) جاءت منصوبةً بـ (الياء) بعد: (والموفون)، وكان يجب أن يرفع المعطوف (الصابرين) على المرفوع (الموفون)؛ فيقول: والموفون والصابرون، على حد زعمهم.
ففي الموضعين عُطف على كلمة منصوبة بكلمة مرفوعة، أو جاءت كلمة مرفوعة في سياقٍ كُلُّه منصوب يربط بينه العطف.
الرد على الشبهة في الآية الأولى من وجوه:
الوجه الأول: العرب تخالف الإعراب بالنصب في حالات منها: النصب على الاختصاص بالمدح، وقطع النعوت.
فالاختصاص: مخالفة إعراب كلمة لإعراب ما قبلها بقصد المدح أو الذم، ويسمى الاختصاص والقطع. (?)
يقول الزمخشري: و (المقيمين) نُصِبَ على المدح لبيان فضل الصلاة وهو باب واسع،