رأسًا حتى يفهموا المكتوب بها فضلا عن أن يستدركوا على النموذج المعجز، والمثال الكامل من كلام اللَّه، المتحدَّى به العرب الحريصين على تكذيب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الذي سفَّه آلهتهم وازدرى آباءهم، ولم يقع العرب الجاحدون في مثل هذا الهذيان؛ لأنه كان عندهم من العقل والأنفة ما ليس عند مشركي اليوم (?).
ثم إن من قام بجمع القرآن كان عنده من العلم والدقة والتحري والشروط الصعبة في قبول الرواية القرآنية من التواتر، وصحة الإسناد، وموافقة نحو العرب، وما كان من الغيرة في قلوب الصحابة ومن بعدهم أن يتركوا في القرآن مخالفة للغة العرب، ومن قبل ذلك قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] (?).
2 - تدوين اللغة وشروط لزومها.
كان أول من أسس العربية، وفتح بابها وأنهج سبيلها، ووضع قياسها (?):
أبو الأسود الدؤلي وكان رجلَ أهلِ البصرة، فكان أهل الشرف والسخاء يلحنون، فوضع باب الفاعل والمفعول به، والمضاف، وحروف الرفع والنصب والجر. (?)
متى وضعت اللغة العربية:
يترجح رأي أبي الحسن الأَخفش، أن اللغة لم تُوضع كلّها في وقت واحد، بل وقعت متلاحقةً متتابعة. (?)
شرائط لزوم اللغة:
أحدها: ثبوت ذلك عن العرب بنقل صحيح بوجوب العمل.
والثاني: عدالة الناقلين كما يعتبر عدالتهم في الشرعيات.