وهي درجة الإصلاح، والتقويم، والرعاية، والحماية، كقوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} وليست قوامة تسلط، وتشفي، وانتقام، ولكنها قوامة رأفة، ورحمة، وأخذ باليد إلى طريق النجاة في الدارين.
فهل يقال إن في هذا إعلاء للرجل وظلم؟ بل إعلاء للرجل لحماية المرأة ولرعايتها؟
أيها المدافع عن المرأة هب أن رجلًا تزوج امرأة، وله أم فقالت له زوجته: لا أعيش معك إلا إذا أخرجت أمك من البيت إلى أي مكان آخر - وهو لا يليق بها كأم- أفيطرد أمه ويسيء إليها بعد أن ربته وأحسنت إليه؟ ، أم يطلق زوجته؟ ، أم أنك لا ترى آلام امرأة؟ !
وكذا هب أن رجلًا تزوج امرأة فماتت، وله منها بنت فتزوج امرأة أخرى فقالت: لا أريد هذه البنت في البيت، ولا أريدك تصلها لأن ذلك يدل على أنك تحب أمها أو تطلقني، وهذه البنت فلذة كبدك وجزء منك، فماذا تصنع لو كنت هذا الرجل؟ ، هل تطلق لأجل البنت، والمرأة تتزوج بآخر يرزقها اللَّه به؟ أم ترمي بالبنت في الشارع لتكون عرضة لكل خبيث قبيح يتعدى عليها بكل وجه من أوجه الاعتداء؟ ، أم أن هذه البنت الآن ليست من النساء اللاتي تدافع عنهن أنت؟ !
أرجو منك أن تكيل بمكيال واحد لكل النساء، وأن تزن بميزان واحد للأم، والبنت، والزوجة، والأخت، . . . إلخ، . وأن تراعي مصالح الكل.
إلا إذا كنت ممن يرون إلقاء الأم في دار المسنين، فهذا عار عليك، والبنت في دور الأيتام -فما مت بعد حتى تجعلها مع الأيتام- ولو تيتمت لكان خيرًا لها من العيش معك