الواردة عن بعض السلف صفحًا لعدم صحتها فلا نوردها، ويدل على بطلان هذا الأثر أنه لا يليق بحال الأنبياء فضلًا عن أفضلهم وأتقاهم للَّه -عزَّ وجلَّ-. (?)
وما أشبهه هذه القصة بتلفيق قصة دواد -عليه السلام- وتَحَيُّلِهِ على التزوج بزوجة من ليس له إلا زوجة واحدة، على ما ذكر في بعض كتب التفسير عند قوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ} (ص: 21) إلى آخر القصة فإن من علم قدر الأنبياء وبعدهم عن الظلم والعدوان والمكر والخديعة علم أن هذه القصة مكذوبة على نبي اللَّه داود -عليه السلام-. (?)
والحاصل أنه وإن جاز للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يتزوج لمجرد قضاء الوطر من النكاح وجمال المرأة وأن ذلك لا يقدح في مقامه، فإننا نعلم أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- تزوج زواجًا استقرت به الزوجة وبقيت معه من أجل هذا الغرض. واللَّه أعلم. (?)
الوجه الرابع: الكلام في قصة كل زوجة على حدة بما يرد هذا الزعم الباطل ويبين نبل أخلاق النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. والرد على شبهة زواج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من عائشة وهي صغيرة السن.
والآن أسوق إليك عزيزي القارئ شيئًا يبدي لك ما تقر به عين كل محب إن شاء اللَّه، ويكشف الحق أمام طالبه.
أولًا: خديجة رضي اللَّه عنها.
* كانت خديجة -رضي اللَّه عنها- أوسط نساء قريش نسبًا وأعظمهم شرفًا، فهي ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى.
* تزوجت مرتين قبل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
* بينما كانت هي أول زوجات النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
* تزوجها وهو في الخامسة والعشرين وهي في الأربعين من عمرها.