النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)} (المائدة: 44).
ومعنى {اسْتُحْفِظُوا}: أي أمروا بحفظه، فهناك حفظ، وهنا استحفاظ.
وإذا كان الأحبار والرهبان ممن جاء بعد لم يحفظوا؛ بل بدلوا وحرفوا، فليس معنى ذلك أن الله لم يقدر على حفظ كتابه - حاشا وكلا - ولكن المعنى: أن الله لم يتكفل بحفظه؛ بل جعل اليهود أمناء عليه.
ومن المعلوم أن هناك المئات من الرسل والانبياء جاؤوا بعد نوح - عليه السلام - ولم يتكفل الرب بحفظ رسائلهم سواء كانت شفوية أو مكتوبة وإلا فأين هي؟ مثال ذلك: صحف ابراهيم التي ذكرت في القرآن الكريم فلا وجود لها اليوم.
وأخيرًا: فهل هناك أعظم من شهادة الكتاب المقدس على نفسه بالتحريف؟
فقل لي بربك أيكون الثناء والمدح على هذا المحرف؟ (?).
المبحث الثالث: وماذا عن البشارات التي توجد في الكتاب المقدس بنبوة رسول الإسلام محمد - صلى الله عليه وسلم -؟
البشارة الأولى: (أقِيمُ لَهُمْ نبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخوَتِهِمْ مِثلَكَ).
بشارة بمحمد والوحي إليه.
في (التثنية 18/ 18: 21): قَال لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلَّمُوا. 18 أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلَامِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. 19 وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي لَا يَسْمَعُ لِكَلَامِي الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ. 20 وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يُطغِي، فَيَتَكَلَّمُ بِاسْمِي كَلَامًا لَمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، أَوِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَيَمُوتُ ذلِكَ النَّبِيُّ.
ومعنى النص أن موسى لما جمع بني إسرائيل ناحية الطور ليسمعوا صوت الله وهو يتحدث معه في جبل الطور (حوريب) حدث من هيبة الله وجلاله رعد وبرق ونار ودخان،