فقالت: لا واللَّه ما أنا براجعة، وجاءت إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالت: إن سيدي يكرهني على البغاء، فأنزل اللَّه هذه الآية وكان مستفيضًا من أفعال الجاهلين طلبًا للولد والكسب (?).

والثاني: إنه إنما شرط إرادة التحصن؛ لأن الإكراه لا يتصور إلا عند إرادة التحصن، فأما إذا لم ترد المرأة التحصن، فإنها تبغي بالطبع (?).

وقال الخازن: إنما شرط إرادة التحصن لأن الإكراه لا يتصور إلا عند إرادة التحصن، فأما إذا لم ترد المرأة التحصن فإنها تبغي بالطبع طوعها (?).

وقال الجصاص: وإنما (إن أردن تحصنًا) لأنها لو أرادت الزنا ولم ترد التحصن ثم فعلته على ما ظهر من الإكراه وهي مريدة له، كانت آثمة بهذه الإرادة، وكان الإكراه زائلًا عنها في الباطن وإن كان ثابتًا في الظاهر (?).

والثالث: أن (إن) بمعنى (إذا) ومثله قوله تعالى: {وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (البقرة من الآية 278)، وقوله: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)} (آل عمران: 139). (?)

والرابع: أن في الكلام تقديمًا وتأخيرًا، تقديره: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى} إلى قوله {وَإِمَائِكُمْ} {إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا}، ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء {لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015