أما قولهم أن عموم الحديث يشمل من انتقل من الكفر إلى الإسلام، وهذا يدخل في عموم الخبر، والجواب:
أن معنى (من بدل دينه) أي انتقل من الإِسلام لغيره بقول أو فعل مكفر وأصر (?).
ومعناه أيضًا: أنه محمول على دين الإِسلام إذ هو الدين المعتبر شرعًا (?).
وقال السندي: المراد بالدين الحق وهذا ظاهر بالسوق، فلا يشمل عمومه من أسلم من الكفرة، ولا من انتقل منهم من ملة إلى ملة أخرى من ملل الكفر (?).
ومعنى من بدل قتل؛ معنى يدل على أن من بدل دينه الحق وهو الإِسلام لا من بدل غير الإِسلام وذلك أن من خرج من غير دين الإِسلام إلى غيره من الأديان، فإنما خرج من باطل إلى باطل، إنما يقتل على الخروج من الحق لأنه لم يكن على الدين الذي أوجب اللَّه -عزَّ وجلَّ- عليه الجنة وعلى خلافه النار إنما كان على دين له النار إن أقام عليه قال اللَّه -عزَّ وجلَّ-: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}، وقال اللَّه -عزَّ وجلَّ-: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)} وقال {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (?).
وقال مالك: ولم يعن بذلك فيما نرى واللَّه أعلم من خرج من اليهودية إلى النصرانية ولا من النصرانية إلى اليهودية، ولا من يغير دينه من أهل الأديان كلها إلا الإِسلام، فمن خرج من الإِسلام إلى غيره وأظهر ذلك فذلك الذي عني به، واللَّه أعلم (?).
وعلى قول مالك هذا؛ جماعة من الفقهاء (?).