فهناك من الأحرار من يوضع عليهم مسؤوليات، بل وقيود تجاه أحرار مثلهم: فالجنود عليهم مسؤوليات تجاه القائد، وكذلك الرعية مع الحاكم: فعَنْ أَنسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَة". (?)
ولقد قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: " ألا واستوصوا بالنساء خيرًا؛ فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئًا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة". (?)
قال ابن الأثير: عوان عندكم أي: أُسَرَاء، أو كالأُسَراء. (?)
إنما هن عوان عندكم جمع عانية أي أسراء. كالأسراء: شبهن بهم عند الرجال لتحكمهم فيهن، فالعاني: الأسير، وكل من ذل واستكان وخضع فقد عنا يعنو، أو هو عان، والمرأة عانية، وجمعها عوان. ليس تملكون منهن شيئًا: أي شيئًا من الملك، أو شيئًا من الهجران؛ والضرب غير ذلك أي غير الاستيصاء بهن الخير (?).
4 - الحرية من الرق هي حرية صغرى، والإسلام يريد للناس الحرية الكبرى:
فالحرية في الإسلام ليست مجرد الخروج من الرق.
قال ابن تيمية: إذ الرق والعبودية في الحقيقة هو رق القلب وعبوديته فما استرق القلب واستعبده فهو عبده.
ولهذا يقال: العبدحر ما قنع. . . والحر عبد ما طمع
وقال الشاعر: أطعتُ مطامعي فاستعبدتني ... ولو أني قنعت لكنت حرًّا
ويقال: الطمع غل في العنق قيد في الرجل، فإذا زال الغل من العنق زال القيد من الرجل. (?)