5 - قولهم: إن عائشة كانت تؤلب على عثمان ليتولى طلحة الخلافة فلما علمت أن عليًّا بويع بالخلافة طالبت بدم عثمان، وهذا ذكره البلاذري تعليقًا عن الزهري من غير إسناد، فقال: قال الزهري: وكانت عائشة تؤلب على عثمان، فلما بلغها أمره، وهي بمكة، أمرت بقبتها فضربت في المسجد الحرام، وقالت: إني أرى عثمان سيشوم قومه كما شأم أبو سفيان قومه يوم بدرٍ، وقتل عثمان؛ فزعم بعض الناس أنه قُتل في أيام التشريق، وقال بعضهم: قتل يوم الجمعة لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة، وولي قتله محمد بن أبي بكر ومعه سودان بن حمران، وبايع الناسُ عليًّا، ومكث عثمان في الدار يومًا أو يومين حتى أخرجه أهله على باب من جريد النخل صغير خرجت عنه رجلاه، وتلقاهم قوم فقاتلوهم حتى طرحوه وتوطأه بعضهم، ثم حملوه وقد حُفر له قبر إلى جانب البقيع ودفنوه.

وخرجت عائشة من مكة حتى نزلت بسرف، فمرَّ راكب فقالت: ما وراءك؟ قال: قتل عثمان، فقالت: كأني أنظر إلى الناس يبايعون طلحة وإصبعه تحس أيديهم، ثم جاء راكب آخر فقال: قتل عثمان وبايع الناسُ عليًّا فقالت: واعثماناه، ورجعت إلى مكة فضربت لها قبتها في المسجد الحرام وقالت: يا معشر قريش، إن عثمان قد قتل، قتله عليّ بن أبي طالب، والله لأنملةٌ - أو قالت لليلةٌ - من عثمان خير من عليّ الدهر كله، وخرجت أم سلمة إلى المدينة وأقامت عائشة بمكة. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015