فيه الناس، فقد بانت لهم بصائرهم، وأنهجت ورفعت لهم المنار، وتحلبوا من البلدان لأمر قد جم وقد رأيت طلحة بن عبيد الله قد اتخذ على بيوت الأموال والخزائن مفاتيح، فإن يل يسر بسيرة ابن عمه أبي بكر، - رضي الله عنه - قال: قلت يا أمه، لو حدث بالرجل حدث ما فزع الناس إلا إلى صاحبنا فقالت: إيهًا عنك إني لست أريد مكابرتك ولا مجادلتك. (?)
2 - ما نسب إليها من كتابتها لأهل الأمصار ليقدموا إلى المدينة لينكروا على عثمان - رضي الله عنه - وهذا قد أنكرته عائشة أشد الإنكار، فعن مسروق، عن عائشة قالت: حين قتل عثمان: تركتموه كالثوب النقي من الدنس، ثم قربتموه تذبحوه كما يذبح الكبش، هلا كان هذا قبل هذا؟ فقال لها مسروق: هذا عملك، أنت كتبت إلى الناس تأمريهم بالخروج إليه، قال: فقالت عائشة: لا والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون ما كتبت إليهم بسوداءٍ في بيضاء حتى جلست مجلسي هذا. قال الأعمش: فكانوا يرون أنه كتب على لسانها. (?) وهي لا تعلم. (?)
وقال ابن عساكر عن حقيقة هذه الوشايات والنميمة التي كان يتناقلها أصحاب الفتنة: نا سليمان بن أحمد، بن عبد الوهاب بن الضحاك، بن إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان الناس يختلفون إلي في عتب عثمان، ولا أرى إلا أنها معاتبة، وأما الدم فأعوذ بالله من دمه، فوالله لوددت أني عشت في الدنيا برصاء سالخ وأني لم أذكر عثمان بكلمة قط، وأيم الله لأصبع