فَكَف يَدَيهِ ثم أغلَقَ بابَهُ .... وأيقَنَ أن الله ليسَ بِغافل
وقالَ لأهْلِ الدار: لا تَقْتلوهُمُ .... عَفا الله عن كل امرئ لم يقاتل
فَكَيف رأيتَ الله صَب عليهمُ الـ ... ـعداوَةَ والبَغضاءَ بعد التواصل
وقال حسان يرثيه:
مَنْ سَرهُ الموتُ صِرْفًا لا مِزاجَ لَهُ ... فَليأتِ مأسَدةً في دارِ عثمانا
ضَحوْا بأشمَط عُنوانُ السجودِ بِهِ ... يُقَطعُ الليلُ تَسبيحًا وقرآنا
صَبرًا فِدى لَكُمُ أمي وَما وَلَدت ... قَد ينفعُ الصبرُ في المَكرور أحيانا
لَتَسمَعُن وَشِيكًا في دِيارِكُمُ ... الله أكَبر يا ثاراتِ عثمانا
10 - وعن زيد بن علي أن زيد بن ثابت كان يبكي على عثمان يوم الدار. (?)
11 - وعن عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - أنه قال حين هاج الناس في أمر عثمان: أيها الناس، لا تقتلوا هذا الشيخ واستعتبوه، فإنه لن تقتل أمة نبيها فيصلح أمرهم حتى يهراق دماء سبعين ألفًا منهم، ولن تقتل أمة خليفتها فيصلح أمرهم حتى يهراق دماء أربعين ألفًا منهم، فلم ينظروا فيما قال وقتلوه، فجلس لعلي في الطريق فقال: أين تريد؟ فقال: أريد أرض العراق، قال: لا تأتي العراق وعليك بمنبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوثب به أناس من أصحاب علي وهموا به فقال علي: دعوه فإنه منا أهل البيت. فلما قتل علي قال عبد الله لابن معقل: هذه رأس الأربعين، وسيكون على رأسها صلح ولن تقتل أمة نبيها إلا قتل به سبعون ألفًا، ولن تقتل أمة خليفتها إلا قتل به أربعون ألفًا. (?)