من شأنه في الإسلام؟ .

وأين يوجد في كتاب الله أن الذي لا يعرف تاريخه قبل الإسلام يجب الحط من شأنه، والانتقاص من مكانته، والشك فيما يروى من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ سبحانك هذا بهتان عظيم. (?)

الوجه الثالث: أبو هريرة يحدثنا عن نفسه.

يَقُولُ: نَشَأْتُ يَتِيمًا، وَهَاجَرْتُ مِسْكِينًا، وَكُنْتُ أَجِيرًا لابْنَةِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بطني وَعُقْبَةِ رجلي أَحْطِبْ لَهُمْ إِذَا نَزَلُوا، وَأَحْدُو لَهُمْ إِذَا رَكِبُوا، فَالحمْدُ للهَ الذي جَعَلَ الدِّينَ قِوَامًا، وَجَعَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ إِمَامًا. (?) وفي الإصابة أن بسرة هذه أخت عتبةَ بن غزوان السلمي، وبلاد دوس بعيدة جدًّا عن بلاد بني سليم فيظهر أن أبا هريرة في هجرته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مر ببلاد بني سليم أو قريبًا منها، فوجد رفقة راحلين نحو المدينة وفيهم بسرة، فصحبهم على أن يخدمهم في الطريق ويطعموه ويعقبوه.

ولا يدفع هذا ما ثبت من قوله: لمَّا قَدِمْتُ عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - قُلْتُ في الطَّرِيقِ:

يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا ... عَلَى أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ

وَأَبَقَ غُلَامٌ لي في الطَّرِيقِ، فَلَمّا قَدِمْتُ عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَبَايَعْتُهُ، فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ طَلَعَ الْغُلَامُ، فَقَالَ لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ هَذَا غُلامُكَ". فَقُلْتُ هُوَ لِوَجْهِ الله تَعَالَى، فَأَعْتَقْتُهُ. (?)

فقد يكون الغلام أَبِق منه قبل صحبته للرفقة، وبهذا تبين أن في القصة منقبتين له:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015