حتى إذا كان في رأس الحول أرسل إليه فسأله وأمرني أن انظر، فما غير حرفًا عن حرف. (?)

عبادته وتقواه: عرف أبو هريرة - رضي الله عنه - بالعبادة والتقوى، وكل ما يقربه إلى الله تعالى، كيف لا يكون كذلك، وقد صحب الأسوة الحسنة في العبادة، ورآه كيف كان يجهد نفسه فيها، حتى تورمت قدماه - صلى الله عليه وسلم -، فكان يكثر من الصلاة والصيام وقراءة القرآن، وقيام الليل.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عنه قَالَ: "أوصاني خليلي بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ، صَوْمِ ثَلَاثةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ". (?)

عن عكرمة قال: قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم اثني عشر ألف مرة، وذلك على قدر ديني أو قدر دينه. (?)

عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ فَرُّوخَ الْجُرَيْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ يَقُولُ: تَضَيَّفْتُ أبَا هُرَيْرَةَ سَبْعًا، فكَانَ هُوَ وَامْرَأتِّهُ وَخَادِمُهُ يَعْتَقِبُونَ اللَّيْلَ أَثْلَاثًا، يُصَلِّى هَذَا ثُمَّ يُوقِظُ هَذَا، ويُصَلِّي هَذَا ثُمَّ يَرْقُدُ وَيُوقِظُ هَذَا، قَالَ: قُلْتُ. يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، كَيْفَ تَصُومُ؟ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَصُومُ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ ثَلَاثًا، فَإِنْ حَدَثَ لي حَادِثٌ كَانَ آخِرُ شهري. (?)

وقال ابن كثير: وقد كان أبو هريرة من الصدق والحفظ والديانة والعبادة والزهادة والعمل الصالح على جانب عظيم. (?)

تواضعه وكرمه وطيب أخلاقه: عُرف أبو هريرة - رضي الله عنه - بتواضعه الجم في كل مراحل حياته، فلم ينس ماضيه بعد أن منّ الله تعالى عليه بنعمة العلم والجاه والفضل، كمن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015