التفسير الممكن الثاني: يرى البعض أن الكلمة هي الأمر الإلهي "كن فيكون"، الذي به يخلق الله ما يشاء من الكائنات، كما جاء في سفر المزامير: "بكلمة الرب صنعت السماوات ... إنه قال فكان، وأمر فوجد" (المزمور: 33/ 6، 9). وتصديق ذلك أننا نجد، في سفر التكوين من التوراة، أن الخلق تم بأوامر وكلمات إلهية: " وقال الله: ليكن نور، فكان نور ..... وقال الله: ليكن في وسط المياه .... فكان كذلك .... الخ" التكوين (1/ 3، 6).
وقالوا: إن الترجمة القديمة الصحيحة لعبارة" والكلمة صار جسدًا" هي: "والكلمة صنع جسدًا" أي أنه بالأمر الإلهي تم خلق إنسان بشر. فالكلمة هي الله ولكن الإنسان الذي خلق بها ليس الكلمة، وبالتالي فالمسيح مخلوق بالكلمة، وليس الكلمة ذاتها. ومنهم من يرى أن هناك محذوف تقديره: "وأثر الكلمة صار جسدًا".
وعلى كل حال، فهذه تفسيرات ممكنة ومعقولة لهذه الافتتاحية، ولا ندعي أنها صحيحة قطعا، لكن نرى أن المصير لفهم توحيدي للنص واجب، بعد أن عرفنا من عبارات يوحنا السابقة نفيه كون المسيح الله، وذلك عندما اعتبره مخلوقا خاضعا لله مستمدًا منه، وبين أن الله تعالى إلهُ المسيح، وأن الله هو الإله الحقيقي وحده. (?)
يقول الدكتور منفذ السفار: وإذا غض المحققون طرفهم عن ذلك كله، فإن في النص أمورًا ملبسة تمنع استدلال النصارى به على ألوهية المسيح: