فركبت لأصلح بينهم، فقال ابن عتيق: ما يملك أن لم ترجعي، فقالت: يا بني ما حملك، وقال ابن النقور: ما الذي حملك على هذا؟ قال: ما انقضى عنا يوم الجمل حتى تريدين أن تأتينا بيوم البغلة. (?)

والجواب عن هذا من وجوه: 1 - أن هذه القصة لا أصل لها

2 - قال الجاحظ: وهذا الحديث من توليد الروافض، فأما عائشة فكان أمرها أنفذ من أن تحتاج أن تركب وأي شيء يتفاقم حتى تحتاج عائشة فيه إلى الركوب ثم لا يعرف خبره. (?)

3 - قال الحصري: وهذه حكاية أوردها الشرقي لغله ودغله على وجه النادرة؛ لتحفظ، ويضحك منها، ويتعلق بها من ضعف عمله، وقل عزمه؛ فيكون ذلك أنجع وأنفع لما أراد من التعرض لعرض أم المؤمنين. (?)

وخلاصة القول أنه لايصح مما نسب إلى معاوية - رضي الله عنه - في أمر دفن الحسن شيء والحمد لله فهذه روايات قد توارد عليها الكذابون مع اختلاف أزمنتهم وأمكنتهم.

الشبهة السادسة: شبهة طلب معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- للخلافة.

وقد شاع بين الناس قديمًا وحديثًا أن الخلاف بين علي، ومعاوية - رضي الله عنهما - كان سببه طمع معاوية في الخلافة، وإن خروج معاوية على عليّ وامتناعه عن بيعته كان بسبب عزله عن ولاية الشام.

لكن الصحيح أن الخلاف بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - كان حول مدى وجوب بيعة معاوية وأصحابه لعلي قبل إيقاع القصاص على قتلة عثمان أو بعده، وليس هذا من أمر الخلافة في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015