استكتمني ذلك فاكتميه، فأنزل الله عزَّ وجلَّ في ذلك: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} أي: من مارية: {تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} أي: حفصة، {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} أي: لما كان منك، {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2)}، {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} يعني حفصة، {فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ} يعني عائشة، {وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ} أي بالقرآن {عَرَّفَ بَعْضَهُ} عرف حفصة ما أظهرت من أمر مارية، {وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} عما أخبرت به من أمر أبي بكر، وعمر، فلم يثربه عليها، {فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ}، ثم أقبل عليها يعاتبها، فقال: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} يعني أبا بكر وعمر، {وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)}، فوعده من الثيبات آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، وأخت نوح، ومن الأبكار مريم بنت عمران، وأخت موسى عليهم السلام. (?)
والجواب عن هذه الشبهة: أن الرواية ساقطة باطلة بهذا السياق كما هو مبين في الحاشية، وإذا علم أن الرواية باطلة فما انفردت به عن الروايات الصحيحة لا حجة فيه ولا اعتبار به
الرواية الثالثة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول: خرجت حفصة من بيتها، وكان يوم عائشة، فدخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بجاريته وهي مخمر وجهها فقالت حفصة لرسول الله: أما إني قد رأيت ما صنعت. فقال لها رسول الله: "فاكتمي عني وهي حرام". فانطلقت حفصة إلى عائشة فأخبرتها