للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به، وتقرب به إلى الله تعالى، ما عدا سورة من حدة كانت فيها تسرع منها الفيئة. (?)
الوجه الرابع: إخبار عائشة عن زينب أنها تسارع في الخير.
فعن عائشة -رضي الله عنها-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فاستأذنته عائشة فأذن لها، وسألت حفصة عائشة أن تستأذن لها ففعلت، فلما رأت ذلك زينب بنت جحش أمرت ببناء فبني لها. قالت: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى انصرف إلى بنائه فبصر بالأبنية فقال: "ما هذا؟ "، قالوا: بناء عائشة، وحفصة، وزينب، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "آلبر أردن بهذا؟ ما أنا بمعتكف"، فرجع فلما أفطر، اعتكف عشرًا من شوال (?).
ومحل الشاهد أن عائشة -رضي الله عنها-: تخبر عن زينب أنها تحب العمل الصالح وتنافس عليه.
الوجه الخامس: براءة زينب من الوقوع في عرض السيدة عائشة في قصة الإفك وثناء عائشة عليها بذلك.
كما قالت عائشة -رضي الله عنها-: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسأل زينب بنت جحش عن أمري، فقال: "يا زينب، ما علمت ما رأيت؟ " فقالت: يا رسول الله، أحمي سمعي وبصري؛ والله ما علمت عليها إلا خيرًا. قالت: وهي التي كانت تساميني فعصمها الله بالورع. (?)
فانظر إلى قول عائشة في زينب: فعصمها الله بالورع وهو شدة المحافظة على الدين.
الوجه السادس: إخبار عائشة -رضي الله عنها- أن زينب كانت تكرم النبي -صلى الله عليه وسلم- في نوبة غيرها وتسقيه عسلًا.
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشرب عسلًا عند زينب بنت جحش ويمكث عندها، فواطيت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير؛ إني أجد منك ريح مغافير. قال: "لا، ولكني كنت أشرب عسلًا عند زينب بنت جحش فلن أعود له، وقد حلفت لا تخبري بذلك أحدًا". (?)