فَاطِمَةُ فقلت لها: إنها حبة أبيك ورب الكعبة. (?)

والجواب من وجوه:

1 - الحديث بهذا السياق منكر كما قال ابن كثير -رحمه الله-: وعلي بن زيد ضعيف، وأم محمد مجهولة، وقد اضطرب فيه فجعل القصة مرة مع زينب ومرة مع أم سلمة.

2 - وعلى فرض أنه صحيح فالجواب عليه من وجوه:

أحدها: أن الحامل لزينب على هذا هو الغيرةُ؛ وقد سبقت الإجابة عنها.

فالغيرة الزوجية غريزة أو عاطفة في الرجال والنساء، وهي فيهن أشدُّ ولاسيما إذا تعددن عند الرجل. ولئن كان أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- كلهن يغرن من عائشة لعلمهن أنها الأحب إليه فلهي كانت أشدهن غيرة، حتى كانت تغار من خديجة وهي لم ترها، وفي كتب السيرة والسنة أحاديث كثيرة تتحدث عن غيرة عائشة، وغيرة بقية نسائه .. وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعالج كل ذلك بالصبر والأناة والحلم والتسامح.

ثانيهما: أن المراد بالسب ما يناسب أهل الفضل إذا اختلفوا؛ كما يقول أحدهم: هذا ظلم أو اتق الله وقد أخذت ما لا يحل لك، أما السب الذي يحدث بين السوقة والعامة فيستحيل أن يكون في بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلى مرأى منه ومسمع، وقولها: (حتى أَنْحَيْت (?) عليها) أي: بالغت في جوابها وأفحمتها. (?)

3 - إن عائشة لم تتكلم حتى عرفت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يكره أن تنتصر، ولما انتصرت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015