فكان اتصاله -صلى الله عليه وسلم- به عن طريق المصاهرة خير مكافأة له على ما قدم في سبيل الإسلام (?).

وها هي القصة فإن فيها عبرة: عن ابن عمر أن عمر -رضي الله عنهم- حين تأيّمت حفصة من خنيس بن حذافة السهمي لقي عثمان -رضي الله عنه- فقال: إن شئتَ أنكحتك حفصة، قال: سأنظر في أمري، فلبث ليالي فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج، قال عمر: فقلت لأبي بكر -رضي الله عنه-: إن شئت أنكحتك حفصة، فصمت، فكنت عليه أوجد مني على عثمان، فلبثت ليالي، ثم خطبها النبي -صلى الله عليه وسلم- فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدتَ عليّ حين عرضت عليّ حفصة فلم أرجع إليك شيئًا، قلت: نعم، قال: إنه لم يمنعني أن أرجع إليك إلا أني علمت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكرها، فلم أكن أفشي سره، ولو تركها لقبلتها. (?)

ثالثا: دورها في جمع المصحف:

أشار عمر بن الخطاب على الخليفة أبي بكر أن يبادر إلى جمع القرآن الكريم قبل أن يبعد العهد بنزوله، ويمضي حفظته الأولون، وقد استشهد منهم مئات في حروب الردة، واستجاب أبو بكر بعد تردد، وجمع المصحف الكريم وأودعه عند أم المؤمنين حفصة بنت عمر، وفي عهد عثمان -رضي الله عنه- تم توحيد حرف المصحف، ورسمه من المصحف المجموع المودع لدى حفصة، ونسخت منه نسخ المصحف العثماني الإمام، ووزعت على الأمصار.

فعن زيد بن ثابت الأنصاري -رضي الله عنه- -وكان ممن يكتب الوحي- قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني، فقال: إن القتل قد استحر يوم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015