الثاني: أنها عالمة بدين الله تعالى حق معرفته حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ما بعث الله نبيًّا إلا أنذر أمته من الأعور الدجال. (?) وذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- الدجال فخفض فيه ورفع حتى ظنه الصحابة في طائفة النخل وعرف ذلك فيهم النبي -صلى الله عليه وسلم-. (?) ولذلك خافت واختبأت خوفًا على دينها وعلى نفسها من الفتن؛ وهذا عين العقل، فكيف تتهم بضد ذلك؟ !
الرواية الرابعة التي زعموا أن فيها إساءة من عائشة لسودة -رضي الله عنهما-:
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- بخزيرة (?) قد طبختها له فقلت لسودة والنبي -صلى الله عليه وسلم- بيني وبينها: كلي فأبت، فقلت: لتأكلن أو لألطخن وجهك، فأبت فوضعت يدي في الخزيرة فطليت وجهها، فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- فوضع بيده لها وقال لها: "الطخي وجهها"، فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- لها، فمر عمر فقال: يا عبد الله! يا عبد الله! فظن أنه سيدخل فقال: "قوما فاغسلا وجوهكما" فقالت عائشة: فما زلت أهاب عمر لهيبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. (?) وهذا حديث حسن ولقد استخدمه البعض للطعن في عائشة وسودة رضي الله عنهما بل في رسول الله -صلى الله عليه وسل-.
والرد على ذلك من وجوه: 1 - أما عائشة فإنها راوية هذا الحديث ولو لم تروه لما علمناه ولا علمه أحد، وكفى بهذا شرفًا ونبلًا وأمانةً في نقل دين الله تعالى لتعلم الأزواج درسًا في التعامل مع الزوجات، ولو كان فيه ما يسيء إليها ونقلته حفظًا لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- فهذا أعلى مما لو لم يكن فيه ذلك.